صور إنسانية من الحياة

بقلم : علي إبراهيم طالب

وندسور   كندا

مجلة الحوادث   لندن

بريطانيا

رسائل إلى المحرر

رقم العدد    2807

الجمعة 20 آب

2010

*   وصلت إلى المقهى  ووقفت في صف الانتظار  وبدت مضطربة وقلقة  الى ابعد الحدود  ، أحضرت فنجاناً من القهوة  نظرت حولها ،  وجدت طاولة فارغة وضعت حقيبة يدها من جهة وفنجان القهوة الساخن على الناحية الأخرى  .

 فتحت الحقيبة أخرجت منها جريدة بدأت بتقليب الصفحات على عجل وبكل توتر ظاهر  ،  القت الجريدة جانباً حملت هاتفها النقال وأجرت اتصالاً سريعاً بدت بعده اكثر قلقا وتوتراً على الرغم من جمالها اللافت إلا انها بدت للحظات قليلة وكأنها تحمل كل علامات الغضب الشديد على قسمات وجهها الناعمة والرقيقة في آن معاً  .

 فجأة ودون اي مقدمات انهمرت الدموع من عينيها حملت اشياءها وضعت كل شيء في حقيبة يدها وتركت فنجان القهوة على الطاولة ومشت بخطوات سريعة نحو سيارتها في موقف المقهى واختفت في زحمة المدينة والدموع لا تزال تنهمر من عيونها بغزارة شديدة ولافتة .

 *    رجل في حوالي الستين من العمر وقف الى جانب برميل القمامة امام المقهى نظر حوله وفجأة نزع الغطاء الخارجي الأعلى للبرميل وبدا وكأنه يبحث عن شيء ما داخل برميل القمامة نفسه ، وسط دهشة المارة من الداخلين والخارجين الى المقهى نفسه ، رفع رأسه فجأة وكأنه وجد شيئاً ما داخل البرميل ، وجد علبة  فيها بعض الطعام    رماها  احد الزبائن على ما يبدو رفعها من البرميل في يد وحمل بقايا سيجارة في اليد الأخرى ، انتحى الرجل في احدى الزوايا وبدأ يأكل ما وجده من طعام وعندما انتهى منها ، وضع السيجارة التي وجدها في البرميل وضعها في فمه وعمد الى إشعالها كان ينظر الى تلك السيجارة وكأنها كنز ثمين عثر عليه بعد طول عناء ، بدا وكأنه يستمتع بتلك السيجارة ولا يريد  ابدا رميها ، وقف قليلاً يبدو ان احد المارة أعطاه قطعة مال معدنية اخذها من يده وغادر المكان بدا عجوزا وظهره منحنٍ من مرور السنين .

سار باتجاه مطعم مقابل لذلك المقهى وقف قليلا على زاوية ذلك المطعم وتوجه الى برميل القمامة الموجود في احدى زوايا المكان .

كرر نفس الأمر ادخل رأسه وبدأ رحلة البحث عله يجد بقايا طعام ما او سيجارة رماها احد ما قبل ان يكملها فيستمتع بالنظر إليها وهو يدخنها وهكذا دواليك .

*     صبية في عمر الورود من المؤكد انها لم تصل الى عامها العشرين بعد ، دخلت الى المكان تجر عربة مزدوجة فيها طفلان توأمان بدا من لون بشرتهما ان والدهما ذو أصول إفريقية ، تقدمت منها سيدة وشهقت صائحة وبصوت مسموع ( يا ألهي انظروا الى هذين الطفلين ما اجملهما ، في منتهى الجمال ، أليس كذلك ) ؟

شكرتها الام الصبية وقالت لها ودون سابق معرفة انا حامل أيضاً وفي الشهر الخامس وعندي توأم اطفال أيضاً !!

فشهقت تلك السيدة وبصوت أعلى يا الهي اربعة أطفال وانت في هذا العمر الصغير ، انه جنون ، انه فعلا منتهى الجنون !

ضحكت الام الصبية وقبل ان تغادر تلك السيدة المكان قالت لها بصوت مسموع عندي خطة لإنجاب عشرة أطفال بالتمام   والكمال   فقط  لا غير  !!!!

                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .