على ضفاف الغربة الأنسان .. والغد المجهول

                                                                                                                                                الأنسان .. والغد المجهول
 جريدة الحقيقة
2010
ولاية ميشيغان    الاميركية
بقلم  :  علي ابراهيم طالب
يطمح كل كائن بشري في هذه الحياة بأن يعيش حياة سعيدة مطمئنة لا تشوبها اية عوائق او مصاعب مهما اختلفت وتنٌوعت ولعل التفكير البشري في رؤية حياة مستقرة وهادئة طموح يشترك في التفكير به الناس والبشر على اختلاف اطباعهم وانتماءاتهم في مشارق الارض ومغاربها فالحياة السعيدة  هي مطلب الناس بأسرهم لا فرق هنا بين شرق وغرب فالكل في هذه النظرة للحياة بعينها سواء .
• اذا وقف المرء يوماً ونظر من حوله على كل الاشياء ، ودّقق قليلاً في الامور العامة لاشك بانه سيرى الاختلافات والفروق الكبيرة في النظر الى الامور العامة لهذه الحياة فالعقل البشري ربما يبدو واحداً ، او الشكل الانساني هو متشابه بين الأجناس والأعراق والأمم وان اختلفت لون البشرة او الانتماء الوطني والديني وما الى ذلك ، ولكن امام نموذج الانسان العادي فقد نرى الفارق الكبير والشائع بين طريقة تفكير كل واحد منا في هذه الحياة وكيفية معالجة اي أمر من قبل اي شخص ما ، فالذي تراه انه خطأ فادح وجسيم وغير مقبول  ، قد يراه غيرك من الناس على انه العمل الصحيح والقرار الصائب وان اختلفت المعطيات والنظرة الى أمر واحد محدّد ومُبهّم .
• قد يقول قائل ان الحصول على المال الوفير هو من اهم ما يطمح اليه اي كائن بشرى في هذه الحياة للوصول الى حياة كريمة وراحة قد يستطيع هذا المال نفسه تأمينها على قاعدة ما يؤمن به بعض الناس او معظمهم على ان المال هو مصدر السعادة الرئيسية في هذه الحياة وترى ان تلك النوعية من البشر وصلوا الى قناعة ثابتة بأهمية المال في كل حركة من حركات حياتهم اليومية المعاشة .
• قد يأتيك رأي آخر من انسان يعتقد ان المال مهم نعم ولكن لا تستطيع ان تحصل على كل الامور بالمال كما يتوهم البعض نعم تستطيع شراء السيارات والمنازل والشركات وأمور عديدة اخرى بدفع المال مقابل هذه الامور ، ولكنك قد لا تستطيع دفع مال مُعّين لشراء أحاسيس الناس ومشاعرهم وهنا تحضرني قصة مّرت أمامي في مسيرة هذه الحياة عن شخص كان يعتقد وفي اي مكان يتواجد فيه انه يقدر بماله الوفير ان يشتري اي فتاة لتصبح زوجة له حتى لو لا تشعر بالحب تجاهه فالمال يُغيّر النفوس كما يقول !
نفس هذا الشخص اقدم على الزواج وأقام عرس فاخر شبيه بليالي الف ليلة وليلة لم يستمر هذا الزواج اكثر من اسبوع واحد بعد ان هربت العروس منه وكان طلبها واحد وموحد وهو الطلاق فقط بعد ان عاشت مع شخص ولاسبوع واحد لانه كان ينظر الى تلك الزوجة على انها جارية عنده وليست زوجة لها حقوق عامة بعد ان افهمها انه اشتراها بأمواله ونسي على غفلة ربما انها انسانة لها مشاعر وأحاسيس بشرية وليست سلعة استهلاكية اشتراها وضمها الى ما يحتويه منزله من أثاث !!
• أنا أعتقد أن الإنسان العادي عليه ان يكون أنسان واقعي إلى أبعد الحدود في هذه الحياة فالحياة تلك قد تخبئ لنا المسرات والأفراح والسعادة  ، وبالمقابل قد تواجهنا المحن والمصاعب والأمراض ( أبعدها الله عن كل من يقرأ هذه الكلمات )، فواقعية هذه الحياة تقتضي منا ان نكون أناس على قدر عال من المسؤولية والتي تُبين نوعية هذا الإنسان وقدرته على مواجهة الحياة بكل صبر ومسؤولية مهما كانت الظروف قاسية وأليمة فهنا يظهر الانسان على حقيقته بالاحتفاظ بأهم صفة منحها الله للبشر وهي الإنسانية الحقة والعادلة .
اسأل  الله تعالى التوفيق والنجاح والسعادة لكل من يقرأ كلماتي  هذه  انه سميع  مجيب  الدعوات  .
                                             على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الخميس   29                 أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x