وداد وعماد سعادة دائمة

وداد وعماد                 سعادة دائمة

بقلم   :   علي ابراهيم طالب
وندسور     كندا
عندما وصلت وداد إلى هذه البلاد منذ عشر سنوات تقريباً حملت معها إضافة الى ثيابها وأشياءها الخاصة نصائح والديها لها بان تكون الزوجة الصالحة والمخلصة للإنسان الذي حضر من تلك الغربة البعيدة واختارها دوناً عن باقي الفتيات لانه عرف عنها السمعة الطيبة والأخلاق العالية إضافة إلى مسحة آخاذه من الجمال الشرقي المميز واللافت .
زوجها عماد وصل الى هذه البلاد منذ عقدين من السنين لمتابعة دراسته فدرس واجتهد وكان له ما أراد من تحصيل علمي جامعي وخرج الى ميدان العمل في هذه الحياة يحمل شهادة جامعية علمية أهّلته للفوز بعمل في احدى اهم الشركات العالمية المعروفة بعد ان حصل على تفوق لافت نال استحسان معظم أساتذته في الجامعة مع رساله خاصة من عميد الجامعة يهنئه على النجاح الاستثنائي في دراسته .
اخذ عماد ومنذ وصوله الى هذه البلاد عهد استثنائي على نفسه بان يُراعي الله في كل حركة من حركات حياته اليومية معتبراً ان الحرام هو خط أحمر بالنسبة له في شتى ميادين الحياة ولا سيما في هذا المجتمع الغربي المنفتح على كل الملذات والشهوات التي قد تقود اي شخص الى المهالك اذا ما أساء التصرف وفّسر الحرية الشخصية على انها هروب من الضوابط الأخلاقية والإنسانية التي تُمّيز الكائن البشري عن غيره من باقي المخلوقات الأخرى .
وجدت وداد في ذلك الشاب القادم من المغترب فتى أحلامها وادركت منذ اللحظة الأولى لرؤيته أنه إنسان خلوق وبررت هذا الأمر امام أهلها عندما سألوها عن عماد كزوج المستقبل قالت بكل جرأة انه إنسان جيد على ما يبدو وربما على مبدأ سيماؤهم في وجوههم وصدق حدسها على ما يبدو في فتى الأحلام وزوج المستقبل .
تسير الأمور والحياة بين الزوجين الشابين على أحسن ما يرام يُزّين حياتهما معاً طفلين جميلين الأول في السادسة والأخر لم يبلغ شهره السابع بعد تقوم على رعايتهما والاهتمام بهما وداد على مدار الساعة دون ان تنسى الأصل وهو زوجها الذي لا يبخل على عائلته بشيء على الإطلاق من ناحية العطف والحنان وتأمين كل مستلزمات الحياة لهذه العائلة الصغيرة السعيدة .
أقامت الشركة التي يعمل فيها عماد احتفالاً لتكريم الموظفين فأصطحب زوجته معه التي فاجأت الحضور بجمالها الشرقي الساحر وهو ما آثار نظر جميع المدعويين لتلك السهرة وخصوصاً من النساء الحاضرات الذين أبدوا إطراء خاص على أناقتها وجمالها معاً ولما لا فهي امرأة خصها الله تعالى بتلك المسحة من الجمال الانساني الداخلي أولاً والجمال الخارجي وهو أمر أبداه معظم حضور تلك الحفلة وعٌبّر عن ذلك بالاطراء والمديح لمرات عديدة ومتكررة أمامها وأمام زوجها .
في طريق العودة الى المنزل شعر الزوجان بحالة من السعادة العارمة تسري في عروقهما وطوال المسافة الفاصلة عن المنزل تبادل الزوجان الأحاديث المنوعة على وقع موسيقى هادئة مترافقة مع رذاذ المطر الخفيف المتساقط على الزجاج الأمامي للسيارة في تلك الأمسية الهادئة من شهر نيسان ، شهر الثلوج والأمطار والشمس الساطعة .
وصل الزوجان الى منزلهما ذلك المنزل الذي تُظّلله إمارات السعادة والحب والاحترام المتبادل الذي هو العامود الفقري لأي علاقة زواج إنسانية وفي تلك الأمسية أدركت وداد بما لا يقبل الشك ان قبولها الزواج من عماد كان قرار صائب وصحيح مئة بالمئة بعد ان شاهدت مدى الاحترام والتقدير الذي أبداه جميع الموظفين بمن فيه رؤسائه المباشرين ولاسيما المدير العام للشركة ، شعرت وداد بسعادة بالغة تلك الليلة على كل النعم التي أعطاها الله لها وأغمضت عينيها وغرقت في سبات عميق وهانئ
الى ابعد حدود الوصف .
                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الثلثاء    17               أيلول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x