ومضة من الغربة

بقلم : علي ابراهيم طالب

وندسور   كندا

خريف   2009 

 
 
اسيقظ عند الرابعة والربع فجراً جرياً على عادته على مدى السنوات الماضية التي قضاها في هذه البلاد ، هو  انسان ليس من النوع الذي يّحب النوم كثيراً عدة ساعات في اليوم كافية  له  بأمتياز  .
 نظر الى الخارج من شباك غرفته لمح الاشجار وهي تتمايل يمنة ويسرة من جراء الرياح التي ابتدأت ليلة البارحة ولم تزل حتى هذه اللحظة تحمل معها اوراق الشجر التي تطايرت في كل مكان في هذا اليوم الأخير من شهر تشرين الأول من هذا العام 2009 .
اول عمل يقوم به في يومياته المعتادة تحضير قهوة الصباح ، عاد ليقف امام الباب الرئيسي للشرفة يعجبه منظر الفجر وذلك السكون الرهيب الذي يّلف الأمكنة ، حتى العصافير يبدو انها اختبأت في أماكنها خوفاً من تلك الرياح العاتية القوية .
يبدو ان القهوة اصبحت جاهزة داخل الآلة المُخصصة لها سكب فنجان كبير من تلك القهوة ، تّأمل البخار المتصاعد من ذلك الفنجان تصاعدت خيوط اللهب بحركات متراقصة حمل فنجان القهوة اتجه الى جهاز الكومبيوتر لم يقرأ الجريدة ليلة البارحة على الاقل ليعرف ماذا يدور هناك على المنقلب الآخر من هذا العالم ، في الوطن الصغير حيث يعيش هو بجسده ولكنه ترك قلبه الصغير هناك حيث كل شيء .
انتهى من قراءة الجريدة وجال بناظريه على عدد من المواقع الالكترونية الاخرى   التي كانت  تتعلق  بالاخبار  والسياسة  وما يجري  في عالمنا المتفجر والمجنون هذا  . 
حمل فنجان القهوة وأدار جهاز التلفزيون أراد مشاهدة نشرة الاخبار على تلك الفضائية المتخصصة بالأخبار وعلى مدار الساعة كانت نشرة الاخبار غريبة وعجيبة بأخبارها انفجار سياره مفخخة في بغداد ، مقتل عشرة جنود في باكستان ، تحطم طائرة سودانية في الشارقة ، يا الهي ما  هذا الذي يجري   ؟؟
 يعتبر  هو نفسه   ان هذه الحياة هي أصغر من ان يقضيها المرء بالمشاحنات والعراك بين زيد وعّمر على أمور أقل ما يقال فيها انها سخيفة وغير مهمة على الدوام .
مفاجأته  عبر شبكة الإنترنت تتوالى وتتواصل بشكل يومي تقريباً وخصوصاً عندما يشاهد أو يتواصل مع اصدقاء ورفاق دراسة فرقت بينهم المسافات والأيام في مشارق هذه الارض ومغاربها على حّد سواء .
في احد المرات تّلقى   طلب تواصل  على احد اهم مواقع التواصل الاجتماعي في عالمنا هذا ،   من سيدة كانت تدرس معه في المرحلة الابتدائية وها هي مهاجرة الى أستراليا ومتزوجة من احد أقاربها وقد شاهدت صوره  وأرادت ان تتواصل معه فتبادلا الأحاديث والذكريات التي كانت تربط بينهما في تلك المرحلة من طفولتهما في الوطن الحبيب قّبل ان تُفّرق الايام بينهما هو في هذا البلد الغربي وقد مضى على وجوده فيه اكثر من عشر سنين وهي تقيم في استراليا مع زوجها أولادها  .
وكم كانت كبيرة تلك المفاجأة عليه  عندما أبلغته تلك الزميلة ان أكبر أبنائها اسمه  مثل اسمه تماما   أيضاً ولم يستوعب وقع تلك المفاجأة اللطيفة من تلك الصديقة التي حافظت على رابط الصداقة على الرغم من مرور كل تلك السنوات الطويلة من غيابهم عن بعضهم البعض .
اكثر الامور التي يُصّر عليها  انه يتسم بالصدق في كل حركة من حركات حياته اليومية وفي اي عمل يقدم عليه لانه انسان حافظ ولم يزل على إنسانيته في التعامل مع كل الناس .
تلك الانسانية التي  خص الله تعالى بها  بني البشر دونا عن باقي مخلوقاته بأسرها  . 
 
 
 
 
 
                                                  على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                            الخميس    19                أيلول                 2013
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x