حديث الروح
بقلم : علي ابراهيم طالب
وندسور _ كندا
عندما آوى إلى فراشه ليلة الأمس بعد منتصف الليل بقليل راوده نفس الشعور والإحساس الذي ينتابه كل ليلة ، في تلك اللحظة التي يضع فيها رأسه على الوسادة يستعرض في مخيلته للحظات معدودة ما حصل معه من أحداث وأمور في ذلك اليوم .
 اين ذهب ؟
ماذا شاهد ؟
من رأى ؟
مع من تحدث ؟
وأسئلة كثيرة تتوالى بشكل إنسيابي في ذاكرته المتعبة .
كل الامور لا يهتم لها كثيراً بل يدّقق في البعض منها الا أمر واحد لا يستطيع ان يقبل به او يمارسه ضد احد ما من كل بني البشر وهو الظلم بحق اي كان يناجي ربه بدعاء يردده على الدوام في كل لحظة من لحظات حياته بشكل عام  .
يا رّب اتمنى ملايين المرات بان اكون مظلوم على ان أكون أنا سبب في أي ظلم يقع على اي شخص آخر مهما كانت الاسباب والمبررات لوقوع هذا الظلم بالأساس .
تلك المحطة اليومية في حياته وقبل الخلود الى النوم هي طقس مُقّدس بالنسبة له دأب على القيام به منذ إدراكه لحقيقة هذه الحياة التي نحياها بآحزانها وأفراحها وبكل متناقضاتها على كل الصعد عامة .
كانت أمور عديدة تقلقه وتجعل النوم يطير من عينيه  .
عندما يشاهد مشاهد القتل والعنف المنتشر في مشارق هذه الارض ومغاربها ولا يجد له اي تفسير إلا الاتجاه العنيف عند بعض الناس الا  تُفٌسير الامور على رأيها فتطلق العنان لكل شهواتها والعنف المغروس بداخلها ويتجلى هذا الأمر على شكل اعتداءات همجية وعنيفة تطال الابرياء والعُزل في اماكن متفرقة من هذا العالم .
يذكر في مسيرة حياته ان ليالي عديدة قضاها في الأرق والتفكير بشيء ما يشغل تفكيره فيذهب في اليوم التاني الى مقر عمله منهك ويشعر بالتعب  الشديد الى ابعد الحدود فيستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم ووسوساته التي لا تنتهي ولا تتوقف البتة .
هو إنسان اذن يحافظ بشكل كبير على إنسانيته ويعمل جاهداً على إزالة كل الشوائب قدر الامكان من ان تتخذ في نفسه مكاناً وخصوصاً مسألة الغرور والتعالي على بقية الناس مثلما يفعل بعض من يعتقدوا ان بامتلاكهم الاموال الوفيرة او العقارات والشركات يحلو لهم ان يتعاملوا مع بقية بني البشر بكل تعالي وغرور مقيت وبغيض دائم .
يذكر انه قرأ يوماً ما ان احد الحكماء قال    :
 ( الانسان المغرور كالطائر الذي يحلق في الجو ، كلما ازداد علواً ، صغر في أعين الناس ) .
ويعطي على الدوام المثل عن سنابل القمح في الحقول ، فالسنابل المليئة بحبات القمح الكثيرة تراها منحنية من ثقل الحمل الذي تحمله ، بينما ترى السنابل الفارغة من اي حبوب متعالية تتراقص ذات اليمين وذات الشمال دون اي فائدة تذكر من وجودها .
الحمد لله على السراء والضراء هو شعاره الدائم في هذه الحياة فالشكر لله تعالى من أولى الأولويات في حياته فنعم الله اكثر من ان تُعّد أو تحصى ومنها نعم النظر والسمع واللمس والتذوق والتحدث فأي  اعجاز هذا ؟
عّدل قليلاً الوسادة التي ينام عليها وتمتم بكلمات الحمد والشكر لله تعالى وما هي الا لحظات قليلة حتى غرق في سبات عميق لانه حّر الضمير ويعلم علم اليقين ان الله تعالى يراقب كل لحظة في حياته فيخاف ان يُغضب الله وهو أمر لا يتحمله على الإطلاق .
                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الجمعة  20                  أيلول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x