يوم كندي مثلج وبارد

اليوم هو الثلاثاء السابع عشر من شهر كانون الثاني 2012 , لم يتوقف تساقط الأمطار الغزيرة منذ ذوبان الثلج القليل الذي تساقط بشكل قليل في فترات متباعدة من نهاية الأسبوع الماضي

كندا هذا البلد الكبير في مساحته الجغرافية الشاسعة, والذي كان يعرف على الدوام بأنه بلد الثلوج والعواصف الثلجية المتلاحقة, ولا سيما في مثل هذه الأيام من السنة. تكاد تكون الث

لوج معدومة فيه بشكل عام, وقد شاهدت مؤخراً تقرير تليفزيوني يتحدث عن غياب الثلوج عن مناطق كانت تعتبر من أكثر المناطق برداً وصقيعاً في كندا , ولا سيما في الغرب الكندي , ولم يكن الشعب الكندي مسرور عندما يمر عليه ما يعرف بعيد الميلاد الأخضر    في إشارة إلى غياب الثلوج و ظهور العشب الأخضر , و هذا أمر نادر الحدوث , ولا سيما في مثل هذا الشهر ” كانون الثاني ” الذي كان  ذروة الثلوج. طبعاً المحلليين لهذه الظاهرة الطبيعية يعزون هذا الأمر إلى ما يُعرف علميا  أو ظاهرة الإنحباس الحراري , والتي نرى آثارها عملياً في بلاد الغرب هذه , ولا سيما كندا.

أخبرني عجوز كندي في سنة 1991 وهي السنة التي وصلت فيها إلى هذه البلاد في السادس عشر من شهر آذار تحديداً, إن والده كان يصحبه ليزور أقارب لهم في الجانب الآخر من الحدود الكندية مع ولاية ميشيغان , وتحديداً مدينة ديترويت , والتي يفصلها عن وندسور الكندية نهر كبير الحجم تقطعه  السفن من كل الأحجام, المهم أن هذا النهر كان يتجمد لحوالي تسعة أشهر في السنة, فكان الناس يسيرون فوق الجليد سيراً على الأقدام بل أن السيارات القليلة كانت تسير على الجليد فوق النهر لتقطع إلى الجانب الآحر, وقد شاهدت ” فيلم وثائقي ” صوره أحد الهواة يومها في مطلع القرن العشرين الماضي, وتظهر حالات المرور بين البلدين و فوق مياه  النهر المتجمد بغياب أي أنفاق أو جسور للعبور عليها يومها. وطبعاً كانت درجات الحرارة تصل إلى الستين  وحتى السبعين تحت الصفر, وكان مجرد الخروج إلى الشوارع في أوقات  معينة ضرباً من الخيال.

أذكر أنه عام 1992 كنت أعمل في إحدى شركات تنظيف الأبنية , وكنت أعمل في الكلية الوحيدة الكبرى في هذه المدينة , وكنت أبدأ  دوام عملي الليلي  عند الساعة العاشرة ليلاً , وحتى  السابعة صباحاً من اليوم التالي.

أذكر أنه في  إحدى الليالي وكانت  ليلة الأحد  أي صباح  الأثنين خرجت من المنزل  أنتظر باص النقليات العامة الذي كان آخر باص له ليلة الأحد  يغادر عند  السابعة مساءً  مما يضطرني أن أستقله و أبقى في المبنى  البعيد عن المدينة حتى العاشرة موعد بدأ  العمل, استمعت إلى التلفزيون, إلى أن هذه المدينة ستتعرض لعاصفة ثلجية, فاعتبرت  الأمر عادي لأن الثلوج كانت تتساقط في تلك الفترة الزمنية , أي أوائل التسعينات  من القرن الماضي بشكل كثيف و متواصل.المهم عملنا تلك الليلة وكنت أشاهد تساقط الثلوج بكثافة غريبة, المهم انتهينا من العمل عند السابعة صباحاً, ولدى محاولتنا الخروج من المبنى فوجئنا إن الثلوج قد غطتت كل الأبواب الرئيسية للكلية. ولم نجد الباص ينتظرنا في الخارج كما كل صباح, فأجرينا اتصال بشركة الباصات حيث أبلغتنا  عاملة الهاتف أن الطرقات كلها مقفلة و لا وجود  للباصات  هذا  اليوم و أنها نفسها عالقة  في  المكان  منذ البارحة.

بقينا حتى الرابعة  بعد  الظهر  نغالب  النعاس  حتى جاء  الفرج  وحضر الباص و ذهبنا  إلى  منازلنا و أبلغنا  الشركة  التي  نعمل  فيها ما  حصل  وكان  الجواب  أنه علينا  أن  نحضر  إلى  عملنا  كالمعتاد  لأننا  نعيش  في  كندا  بلاد الصقيع و العواصف الثلجية الكثيرة  و المتلاحقة.

أتمنى للقراء الكرام الأعزاء دوام الدفء  والعيش الهانىء إنه سميع مجيب.

علي ابراهيم طالب

وندسور – كندا

كانون الثاني

2012

على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الثلثاء   24                   أيلول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x