بقلم   :  علي إبراهيم طالب
وندسور     كندا
عندما تّقدم فاضل للزواج من ضحّى كان اول شرط لوالدها بأن يعاملها بما يرضي الله تعالى وان لا يسيء لها مهما حصل من ظروف ومعطيات ، فقبل فاضل شروط الوالد التي بدت طبيعية ومنطقية لشاب يعيش في الغربة وذهب إلى الوطن الأم ليشاهد ضحى في احد الأمكنة ويتم زواجه منها في  وطنه  لوجود أهل العروسين هناك  ، وفي المطار عناك وقف والد العروس وهو يّودع زوج ابنته بأن لا ينسى الوعد الذي قطعه له فعاد فاضل للتأكيد أمام عّمه والد زوجته بأنه سيكون على قدر الأمانة ألتي اعٌطيت له وعلى هذا الأساس سارت الامور مع العائلتين .
بعد مضي حوالي السنة على سفر راضي كانت ضحى تقف في المطار وتستعد للسفر إلى حيث زوجها وبدت السعادة تغمر وجهها وان كانت دموعها سالت بغزارة لفراق والديها وأخوتها ولا سيما الصغار منهم وبعد ان دعى لها كل من كان يقف في المطار بالتوفيق في حياتها الزوجية مع فاضل الشاب الذي أعطى الصورة الحسنة والمقبولة عنه وان كان والد ضحى الشخص الوحيد الذي عاد إلى منزله من المطار وهو يتوجس خيفة من أمر ما ولكنه احتفظ بهذا الأمر لنفسه وعاد إلى المنزل برفقة زوجته وباقي أفراد العائلة  .
وصلت ضحى إلى ذلك المطار الغربي وطبعاً وجدت زوجها بانتظارها مع مجموعة من معارفه الذين بدت أشكالهم غريبة بعض الشيء وخصوصاً على زوجته التي اعتبرت ان هذا الأمر يخص زوجها ووصل الجميع إلى منزل فاضل وفوجئت ضحى بوجود طاولة كبيرة الحجم في غرفة الاستقبال عليها أنواع عديدة من المشروبات الروحية بألوان وأشكال عديدة فكانت هذه أولى المفاجآت لها في اول ليلة في هذه الغربة .
طبعاً وصلت ضحى منهكة القوى ومتعبة إلى أبعد الحدود واستأذنت من فاضل بانها تريد الذهاب إلى غرفة النوم لتغيير ملابسها وأخذ بعض الراحة من جراء السفر الطويل المنهك في مثل هذه الحالات .
عندما أستفاقت ضحى في اليوم الثاني شاهدت بأم العين آثار ما جرى في منزلها ليلة الأمس والغريب انها لم تشعر بأي ضجة بسبب حالة الإنهاك والتعب الشديدين التي شعرت بهما من جراء السفر.
مضى على وجود ضحى اسبوع ولم تشاهد زوجها يذهب إلى عمله وعندما استوضحت منه الأمر قال لها ان الشركة الكبيرة التي كان يعمل بها حتى شهرين من الزمن قد أغلقت أبوابها وأعلنت إفلاسها .
يوماً بعد يوم بدأت الامور تنكشف تباعاً فعرفت ضحى الاخبار السيئة تباعاً فزوجها مجرد عاطل عن العمل بإرادته وهو يتعاطى المخدرات ومُدمن على شرب الكحول والطامة الكبرى انه مُدمن من الدرجة الاولى على لعب القمار والميسر وكل الناس تعرف هنا انه اذا اردت ان تجد فاضل فان المكان الأوحد لوجوده هو كازينو المدينة الذي فتح أبوابه منذ عشر سنوات .
شعرت ضحى انها تحديداً وأهلها وقعوا ضحية شاب نصّاب اعتاد المتاجرة بأعراض الناس فيذهب إلى الوطن الام ويتزوج من فتاة ما ويحضرها إلى هنا بأساليب ملتوية وغير قانونية وكانت ضحى هي الرقم ثلاثة في قائمة زيجاتة المشؤومة المتعددة !!
عانت ضحى من أقسى أنواع الإذلال والقهر والاعتداء الجسدي عليها وهي تخبئ كل هذه الامور عن أهلها ولا سيما عن والدها الذي كان يقوم بالاتصال الهاتفي بها كل اسبوع للاطمئنان عليها  ، وكأن قلبه كان دليله ان شيء ما يحصل لإبنته دون علمه فصدق حدسه .
هربت ضحى من سجنها الرهيب وعادت إلى وطنها الأم لتعود للعيش مُعّززة ومٌكّرمة في كنف والديها ولا سيما والدها الذي احتضنها في المطار وبكى كما لم يبكي من قبل ولّعله تذكر ان فاضل وعده بحفظ الأمانة فإذا به وحش بشري كاسر لا رحمة ولا شفقة في قلبه البتة !
خان فاضل  الامانة  وكذب على الرجل الطيب  الذي  شعر بأحساسه  الابوي الخاص ان ابنته  غير سعيدة في حياتها وهو ما  قالته له ضحى نفسها  وكان هو يعرفه داخل نفسه  بمجرد  الشعور الخاص الذي  احتفظ به كسر حتى عن زوجته  واقرب الناس اليه  .
عادت ضحى  الى منزل والدها  الذي  اعطاها كل عطف وحنان هذه الدنيا قاطبة  .
                                                  على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاربعاء  9      تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x