شهر نيسان والوطن الغالي لبنان

شهر نيسان ولبنان
بقلم   :   علي إبراهيم طالب
وندسور     كندا
يرتبط شهر نيسان في العقل الباطني للشعب اللبناني بذكرى أليمة وهي نشوب الحرب الأهلية القذرة التي يقال ان شرارتها الأولى أنطلقت في الثالث عشر من شهر نيسان 1975 أو ما يعرف اصطلاحاً حسب التعريف اللبناني  :
( بوسطة عين الرمانة ) .
قد يقول قائل ما هي الفائدة عن الحديث عن تلك الحرب الأليمة التي أوقعت عشرات الآلاف  من القتلى والجرحى وتركت الآلاف  في عداد المفقودين   الذين لا يعرف   احد مصيرهم حتى يومنا  هذا  .
لا بأس بالحديث عن تلك الحرب لمعرفة الجريمة الكبرى التي أقترفها اللبنانيين بأيديهم بحق وطنهم الذي سُمّي يوماً ( سويسرا الشرق ) فإذا بتلك الحرب اللعينة تحيل ذلك الوطن الصغير إلى دمار وخراب على مدى خمسة عشر عاماً من الخراب والقتل والجنون .
كاتب هذه الكلمات هو من الجيل الذي قضت تلك الحرب البغيضة على كل أحلامه وطموحه بالعيش الكريم بعد أن أخذت تلك الحرب اللعينة كل الأحلام الجميلة التي رسمها لحياته المستقبلية كما فعلت مع عشرات الالآف من أبناء جيله التي قضت تلك الحرب على طموحاتهم وأحلامهم بالعيش السعيد .
أذكر في مرحلة الطفولة أننا كنا نسكن في ضاحية النبعة احدى الضواحي الفقيرة للعاصمة اللبنانية حيث تزنرها ضواحي البؤس والحرمان من كل حدب وصوب وكأن والدي الراحل رحمة الله يعمل في صناعة الأحذية وهو كان يقضي الساعات الطويلة من العمل المتواصل والمضني حتى يستطيع تأمين متطلبات أسرته وحاجاتها المُلحّة والتي تحتاجها كل عائلة من أجل عيش كريم وحر .
ولأن الحياة هي مزيج غريب وعجيب من الأحاسيس والمشاعر المختلفة فان الإنسان الطّيب والذي يسير على الصراط المستقيم في تعامله مع بقية الناس فهو يدفع ثمن استقامته ومروءته  أضعاف مضاعفة في مسلسل حياته اليومية .
وبما ان حب الوطن هو الأمر المتعارف عليه والذي على كل مواطن القيام به ، لا بد من الأشارة إلى بعض ما يعانيه وطننا الحبيب لبنان من شوائب وأمور أصبحت وكأنها سمة وصفة ملازمة للإنسان اللبناني في حياته اليومية العامة ومنها التباهي والتفشيخ في أمور الحياة حتى ولو كانت فوق طاقة الإنسان اللبناني وقدراته المالية على غير صعيد من الحياة العامة .
أنا لا أذكر هذه الأمور كرهاً بالوطن الحبيب الغالي لا سمح الله ولكن لا بأس من الإضاءة على بعض ما يشوب المجتمع اللبناني من ظواهر وشوائب عديدة يستطيع المرء ملاحظتها حتى ولو من أول زياره إلى لبنان والأمثلة والشواهد أكثر من أن تٌعّد وتحصى على كافة هذه الأمور .
فهل يجروء الجميع في لبنان ودون إستثناء على وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب دون الالتفات إلى المذهب والدين والانتماء السياسي والعقائدي ؟
سؤال قد يبدو غريباً بعض الشيء لمن يعرف طبيعة وتكوين المجتمع اللبناني ، أعرف وأدرك ذلك .
أتمنى أن يذكر اللبنانيون جميعاً شهر نيسان على أنه شهر الربيع والفرح الدائم وان ننسى كل ذكرى اليمة مّرت بهذا الوطن الحبيب والغالي .
حفظ الله وطننا الحبيب لبنان من كل مكروه  .
                                                 على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاربعاء  9      تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x