الطفل والباص المدرسي
وصل الباص المدرسي بلونه الاصفر والمميز توقف عند مفترق ذلك الشارع حيث تجمع عدد غير قليل من الاطفال يستعدون ليوم دراسي اخر في ذلك الصباح الباكر من شهر تشرين الاول .
صعد الاطفال الى الباص الواحد تلو الاخر الا الطفل الاخير فقد أبى الصعود الى الباص والدموع تملا عينيه وصوت صراخه يملأ المكان .
حاولت والدته الشابة ان تصعده الى الباص فتمسك في ثيابها وعلا صراخه اكثر فأكثر وبدا انه لا يريد الصعود الى الباص البتة .
الاضواء الحمراء الخاصة بالباص كانت تضيء وتطفىء علامة لوقوف ذلك الباص ، وبدا ان صف السيارات وراء ذلك الباص يزداد اكثر وأكثر ، حاولت الام مرارا وتكرارا اقناع طفلها الصغير ولكن دون اي جدوى .
مرت الدقائق متسارعة والام تحاول ارضاء الطفل والتحدث معه الا ان كل محاولاتها تلك باءت بالفشل الذريع على ما يبدو .
في نهاية الامر يبدو ان الام استجابت لرغبة الطفل بعدم الصعود الى الباص وبالتالي عودته الى المنزل بعد ان ملا الشارع صريخا وبكاء .
كان لا بد للسائق من متابعة سيره فيما تمسك الطفل بثياب امه اكثر وظهرت على وجهه ابتسامة لافتة تعني امر واحد ومؤكد ان دموعه انتصرت على امه والسائق والمدرسة نفسها ليعود مع امه الى المنزل ولا احد يعرف ماذا ينتظره هناك . الله هو العليم .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الجمعة 11 تشرين الاول 2013
About Post Author
Spread the love
