جمال آخاذ بثياب مُرقّطة

جمال آخاذ بثياب مُرقّطة
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
 
دخلت إلى ذلك المكان بخطى ثابتة وهامة مرتفعة ، جندية في الجيش الكندي على ما يبدو ترتدي البدلة العسكرية المُرقّطة وحذاء عسكري ضخم وطاقية عسكرية خضراء اللون وضعتها على جانب رأسها .
للوهلة الاولى بدت كعارضات الأزياء فكان جمالها لافت ، بشرة بيضاء نقية ، وعيون زرقاء كألوان البحار والسماء ، وقّد جّميل المُحّيا ، كانت ملفتة للنظر بالفعل مما جعله يسأل نفسه ما لهذا الجمال الأخاذ والرائع في لعبة العسكر والحروب والبدلات المرقّطة  ؟؟
 ولم يستفق من تساؤلاته المتلاحقة تلك الا وهي تقف امامه على طاولة ذلك المقهى تستأذن اذا كانت تستطيع أن تجلس على نفس الطاولة معه لأن المكان المزدحم لا مكان فيه لكرسي واحده شاغرة إلا الطاولة التي كان يجلس عليها وهو من نعم الحظ الذي يعانده على الدوام إلا في هذه المرة على ما يبدو ، فجلست أمامه وأول شيء فعلته بعد أن وضعت فنجان القهوة على الطاولة ، أنها خلعت الطاقية العسكرية عن رأسها ووضعتها أمامها تماماً بجانب فنجان القهوة  فبدا شعرها الاشقر  كشلالات المياه العذبة والجميلة   و بعد  ذلك توجهت له بالشكر مجدداً على سماحه لها بمشاركته الجلوس على نفس الطاولة .
فتمنى من داخل نفسه لو ان كل مجندات العالم من ذوي الجمال الأخاذ الساحر تضيق بهم المدن والمقاهي وان لا يجدوا مكان شاغر واحد الا المكان الذي يتواجد فيه على الدوام !
ولو كان هذا المكان داخل  قلبه فأنه لا يمانع البتة !!
كان بينه وبينها حديث عابر ، مجرد عموميات عرف انها قادمة الى هذه المدينة لزيارة احدى صديقاتها وهي تعيش في مقاطعة بعيدة جداً من هنا ، جلست الى طاولته تحدثا بشؤون وشجون هذه الحياة عامة كانت تمرر يدها على خصلات شعرها الذهبية ، وكانت عندما تضحك  تملا المكان سحرا واشراقا   وكانت تخفي خلف الشفتين  صفين   من اللؤلؤ   المنضود  في ذلك الفم الجميل الساحر   فيبدو المكان بأسره أكثر إشراقاً وحيوية .
ذكرت أمامه أن بعد زيارتها لهذه المدينة فإنها ستستعد للسفر الى أفغانستان للالتحاق بالقوات الكندية المتواجدة في ذلك البلد وهي المهمة الخارجية الاولى لها خارج حدود كندا نفسها ، التي انتقلت فيها  في   عدد من مقاطعاتها ومدنها الرئيسية .
سألها ما الذي يدفع بفتاة جميلة مثلها الى الالتحاق بسلك الجيش والتعود على الحياة العسكرية القاسية والتدريبات وما الى ذلك ، فوجد عندها إصرار وحب لممارسة هذا العمل مع العلم انها كانت من المتفوقات في الدراسة وتستطيع من خلال علاماتها المرتفعة دوماً ان تدرس في اي كلية جامعية تختارها وفي اي قسم تريد على حد سواء .
شرحت أمامه عن حبها لكندا وكيف قررت الدخول الى الجيش لاعتقادها بانها سوف تخدم وطنها من خلال هذا العمل التي تقول انه تعشقه ولم تندم يوماً ما على قرارها هذا بل نعتقد انها اختارت الطريق الصحيح والأكيد لتحقيق أحلامها وطموحاتها .
تلقت اتصال هاتفي استأذنته  لترد على هاتفها   وعندما انهت المكالمة   نظرت الى  ساعة يدها   وقالت ان عليها ان تكون في منزل صديقتها  بعد ربع ساعة من الان  .
ودّعته وغادرت المكان   ،  راقبها وهي تخرج  واثقة من خطواتها كما دخلت   ويبدو انها اعتادت على  المشي بخطوات منظمة  وخاصة   .
   عندما غادرت المقهى  لم يبقى لها اي أثر منها   سوى رائحة عطرها  الأخاذ التي ملأت المكان بأسره   سحرا   وعبقا  طيبا  .
 
 
 
 
 
 
                                                   على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              الاثنين    14       تشرين الاول                 2013
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x