طفولة بائسة ومعذبة
وقف ذلك الطفل الصغير على جانب الرصيف على تلك الاشارة الضوئية المؤدية الى اكثر الشوارع ازدحاما في تلك العاصمة التي فاق بها عدد السيارات حد المعقول .
كان الطقس باردا بعض الشيء وثياب الطفل ذو التسع سنوات الرثة لا تقي جسمه النحيل من برودة الطقس في مثل هذه الايام من شهر كانون الاول البارد نسبيا ، دخان السيارات كان يملأ المكان والاجواء على حد سواء .
كان الطفل يطرق على شبابيك السيارات الزجاجية بيدين مرتجفتين ويطلب منهم بصوت قهرته كل احزان وعذابات هذه الحياة ان يعطوه بعض النقود لأعالة عائلته الكبيرة التي تزداد عددا كل سنة .
كان منظر ذلك الطفل الفقير وهو يرتجف من البرد منذ ساعات الفجر الاولى وحتى ساعات المساء الاخيرة يدعو الى الألم والحزن على طفولة معذبة وقعت بين أب سكير ومستهتر ، وحياة لا ترحم طموحات الفقراء والمعذبين في هذه الارض .
ظلت يدي الطفل ترتجف وهي تطلب مساعدة ركاب تلك السيارات المارة التي عمدت احداها الى توبيخ ذلك الطفل الفقير بل عمد سائقها الى رمي سيجارة مشتعلة على ذلك الولد المشرد في مثل كبير على قسوة الانسان ضد اخيه في الانسانية بالامس واليوم والى اخر هذه الدنيا .
كان الله في عونك ايها الطفل الحبيب لأنك تحمل من الهموم وشقاء هذه الحياة اكثر من عمرك الصغير ووجهك البريء والحزين الى ابعد الحدود .
يا الله ادخل السرور والطمانينة الى قلب كل فقير ومحتاج في هذه الحياة ولا سيما الاطفال الأحبة منهم .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الثلثاء 22 تشرين الاول 2013
About Post Author
Spread the love
