وقفة مع النفس الإنسانية

وقفة مع النفس الإنسانية
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
لحظات الشوق والحنين في حياتنا كثيرة  وعديدة ،  في احدى هذه اللحظات العاطفية المميزة أمسك احد الاباء ورقة وقلم وخّط رسالة إلى ولده الوحيد الذي يعيش بعيداً عنه في غربة بعيدة وأليمة إلى أبعد الحدود .
ضّمن ذلك الوالد رسالته إلى وحيده عبارات الشوق لرؤيته مجدداً واختتم رسالته المُطّوله والبليغة بالعبارة التالية :
(( الحياة يا والدي الحبيب هي عبارة عن أمل وأجل وألم فأسأل الله العّلي القدير أن يعطيك على الدوام الأمل بغد مشرق وأفضل ، وان يُطيل لك العمر والأجل يا ولدي الحبيب لأنك مهجة القلب والروح ، وان يُجّنبك الألم انه سميع مجيب )).
 أختتم ذلك الوالد الحنون رسالته الى  ابنه  الغائب في ( غيا هب )الغربة المؤلمة وشعر كما لم يشعر من قبل ان الرسالة التي يكتب عليها تلك الكلمات قد أصابها بعض البلل من كثرة الدموع المنهمرة عليها .
في قاموس التعامل اليومي للناس مع بعضهم البعض يلاحظ المرء أن الناس أجناس مثلما يقولون في الأمثال فأن طبائع وعقول البشر تختلف من شخص الى أخر ولعل الإنسان الحقيقي يعرف بقية الناس على حقيقتها عند وقوع المحن والمآسي فتظهر في هذه اللحظات بالذات نوعية ومعادن الناس مثلما نُردّد في الأقوال والمأثورات الشعبية المتوارثة من جيل الى آخر .
ترى شعور الإنسان الحقيقي وبلا أي رتوش أو أقنعة في حالات الوفاء والمحن والمرض فيظهر الصالح من الطالح من بني البشر عامة .
تعرف شخصاً ما في هذه الحياة يعيش هذه الحياة بطرق ملتوية وغير شرعية هّمه الأوحد في هذه الدنيا الحصول على الاموال الوفيرة مهما أختلفت الأساليب فشعاره واحد لا يتغّير ( الغاية تُبرّر الوسيلة ) .
يسرق ، ينصب ، يحتال ، يحلف أغلظ الإيمان ويشهد بشهادات الزور والكذب وهو يعرف داخل نفسه أولاً وقبل الآخرين انه كاذب ومخادع ولص فإذا استطاع بطرقه الوقحة والملتوية من الضحك على بعض السُذّج والبسطاء  من الناس فانه لم ولن يستطيع ان يضحك على الله او يكذب عليه ان الله تعالى هو أعلم بما تخبئه الصدور وما تخفيه النوايا .
قال شكسبير يوماً (( الإنسان سيد طالعه وفي غالب أحوال الفشل يكون هو نفسه المسؤول عن فشله لا نجمة ولا  طالعه)).
قد يستطيع أي شخص أن يحتال ويسرق من الناس أتعابهم وارزاقهم التي تعبوا ربما الايام والليالي في سبيل جمعها ، ويظن هو نفسه بكل بلاهة وحقد انه أستطاع الانتصار على إنسان مسكين كل هّمه أنه وثق بهذا الشخص ،  ولكن لأن الصفات القبيحة تلازمه وتسري في شرايينه فإنه ما يلبث أن يتحول إلى الغدر والسرقة مخالفاً بذلك الأعراف والمنطق والشرع والله تعالى يقول في كتابه الكريم : أوفوا العهد أن العهد كان مسؤولا . صدق الله العظيم .
قيل لشخص تحوم حوله كل شبهات السرقة واللصوصية والاحتيال يا رجل الا تخاف من عقاب الله على أعمالك القبيحة هذه ؟
أجابهم ولون وجهه يميل إلى الإصفرار   أبدا  :     فأنا مستعد لان اسمع عن كل عيوبي !!!
اللي أستحوا ماتوا !!! مثل شعبي سنورد قصته في مقال لاحق .
نامت كل العيون ، ألا عين الله ساهرة ولا تنام .
                                              على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاربعاء   23            تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x