إرادة الحياة

إرادة الحياة
بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
سأل القائد التاريخي نابليون بونابرت يوماً : ( كيف أستطعت أن تّولد الثقة في أفراد جيشك ؟ ؟؟
فقال كنت أرّد بثلاث على ثلاثة :
من قال : لا أقدر قلت له : حاول  .
ومن قال : لا أعرف قلت له تعّلم  .
ومن قال : مستحيل قلت له :  جّرب .
هذه هي تحديداً الحياة تجارب ومحاولات ومتابعة تّعلم ما لا نعرفه  ، فليس عيباً أن لا نقول أننا لا نعرف ولا طاقة لنا على ذلك بّل المطلوب مّنا المحاولة مرة ومرتين ومرات عديدة حتى نصل الى ما نصبوا اليه من نجاح وتوفيق وكله بإرادة الباري عّز وجّل .
عندما نتّحدث عن إرادة الحياة نفسها لا بّد لنا من تّذكر ما قاله الشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي الذي مات عن عمر لم يتجاوز الثلاثين  عاما   ولكن كلماته وأشعاره الخالدة باقية في الضمائر والأفئدة ولا تزول وها هو ينشد رائعته العظيمة التي لا تٌنسى عبر السنين والعصور عندما قال :
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
 فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بّد لليل   أن ينجلي
 ولا بّد للقيد من أن ينكسر  .
كل أنواع البشر تتوحد وتصبح سواسية أمام الحياة نفسها فقد يختار المرء منا بيته  او  مهنته او زوجته او أي شيء يستطيع الحصول عليه سواء بالطرق المادية او المعنوية على حد سواء الا أننا جميعاً نقف امام أقدارنا وأعمارنا ومصائرناوكأننا عاجزين أو مُرغمين على قبول الأمر الواقع سواء رضينا هذا الواقع ام رفضناه جملة وتفصيلاً .
اذا التفت المرء حوله وفي أي مجتمع كان وبّغض النظر عن الزمان نفسه قد يرى ان الحياة أعطت بعض الناس كل ما يتمناه المرء من سبل العيش الرغيد والهانئ على كافة الصعد ، وفي الصورة المعاكسة لهذا المشهد نجد ان تلك الحياة نفسها قست على شخص آخر فغرق في بحار متلاطمة من المشاكل والتعقيدات التي لها أول وليس لها أي أخر فتجد هذا الانسان نفسه يعيش حياة بائسة وفقر مُدقع ووضع إنساني يُرثى له وتجد أنه ما ان يتخلص من مشكلة الا ويقع في مشكلة آخر ومأزق مختلف فإذا كان من المؤمنين والصابرين فانه يصبر على ما ناله من حظ عاثر وإذا كان من النوع اللجوج والذي لا يقبل بأي حكم فانه سيتعب كثيراً ويترك نفسه عرضه التشاؤم والإحباط والفشل .
أحترم الإنسان ذو الإرادة القوية في هذه الحياة والذي لا يسمح لكل مشاكل ومصائب وعقبات الدنيا بأسرها  من ان تّهز ثقته بنفسه بل تراه يقف ويواجه ويصبر ويصمد امام الصعاب مهما بلغت التعقيدات والمحن .
دائماً وأبداً سمعنا وقرأنا وشاهدنا ان الإبداع والنجاح والتفوق انما ولدوا من رحم المعاناة والسهر والمثابرة ، فألف تحية الى كل إنسان حافظ على أغلى ما يملكه اي إنسان وهو إنسانيته في سبيل عالم خالٍ من أي كراهية وحقد وحسد .
                                              على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              السبت   26               تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x