غداً يوم جديد

غداً يوم جديد
بقلم  :  علي إبراهيم طالب
وندسور     كندا
كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء عندما وصل إلى منزله ليلة البارحة بعد يوم طويل وحافل قضاه في مواعيد وأمور مختلفة وإن كان الوقت الأطول قضاه في أحد كاراجات تصليح السيارات بعد أن أصاب عطل ما سيارته القديمة والمتهالكة والتي تستعد على ما يبدو للتقاعد من السير على تلك الطرقات التي عرفتها وسارت عليها بعشرات الآلاف من الكيلومترات ذهاباً وإياباً في طول المدينة وعرضها وضواحيها أيضاً .
حاول الذهاب الى النوم عند العاشرة والنصف مساء وتّقلب كثيراً يمنة ويسرة ولكنه لم يحظى بلحظة واحدة من النوم حتى وهو يشعر أن جسمه مُنّهك إلى أبعد الحدود  .
ويتلازم هذا الأمر مع ألم وصداع غريب في الرأس وتعب شديد ومؤلم في كافة أنحاء جسمه .
ظل على هذه الحالة من الأرق والقلق الشديدين حتى الرابعة فجراً ، غادر فراشة واتجه الى صوب التلفزيون سمع نشرة الأخبار على احدى المحطات   الفضائية ، شعر ان الامور تزداد تعقيداً في الوطن الام  ، من  ثم توجه الى جهاز الكومبيوتر لقراءة بعض الجرائد التي تّعود على قراءتها يومياً قبل خلوده الى النوم باستثناء ليلة البارحة حيث بدا الإرهاق والتعب سيدا الموقف ، قرأ عدد من المقالات والتحاليل  السياسية لبعض الكتاب ومن آراء سياسية وفكرية متباعدة ، شعر كذلك أن الأمور لا تسير في مسارها الطبيعي في بلدة الأم وأن الناس هناك تترقب شيء ما ، ولكن ما هو ، هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع ؟
أطفأ جهاز الكومبيوتر وذهب ليقف امام شباك غرفته بدا له أن الطقس شديد البرودة في الخارج ونظر الى طبقة رقيقة تغطي المساحات الخضراء والأشجار العارية من أوراقها في هذا الوقت بالتحديد من السنة وهو الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني ، نظر صوب السماء شاهد الخيوط الاولى للفجر تحتل مكانها في كبد السماء دقائق قليلة أمضاها امام الشباك ، أدرك انه لن يحظى ولو بدقيقة نوم واحدة واستعد للبدء في نهار جديد آخر من عمر غربته القاحلة والأليمة ولكنه يحمد الله تعالى دائماً وأبداً على كل شيء .
توجه إلى المطبخ لتحضير قهوته المعتادة السوداء  ،  شرب عدد من الفناجين منها على رغم التحذير المستمر من الأطباء له بالابتعاد عن المٌنبهات مثل القهوة والشاي ، هل هو يبدو مستهتر بصحته الى هذه الدرجة ، الجواب لا   أبداً .
ولكن يعتبر أن الأطباء أحياناً كثيرة يقولون الشيء وعكسه كأن يصر احد الأطباء عليك بعدم التدخين وقلما تجده إلا والسيجارة جاهزه في يده !!
كانت الساعة تشير في يده الى السابعة والربع صباحاً عندما غادر منزله إلى حيث لا يعلم ولا يوجد أي وجهة يقصدها .
أدار محرك السيارة التي استعارها بالأمس لان سيارته بقيت في الكاراج ،  انطلق في طريقه  ذلك الصباح الباكر  باصات المدارس تملأ الشوارع بألوانها الصفراء المميزة ، وصل إلى مفترق يؤدي إلى احدى الطرق السريعة انطلق على ذلك الطريق لا يعرف الى أين يذهب ، وبعد حوالي عشرين دقيقة من السير انتبه إلى أنه أصبح خارج المدينة التي يقطن فيها منذ سنوات عديدة ، لمح احد المقاهي اتجه صوبها أخذ فنجان قهوة واتجه إلى احد زوايا المقهى جلس يتأمل كل شيء حوله في يوم آخر من عمر غربته الغير عادية هذه .
في طريق عودته   الى المدينة التي  يسكن فيها  تزاحمت في ذهنه الافكار الكثيرة والمتلاحقة  التي  تصر  على  المكوث في عقله  وفكره على مدار الساعة   في غربته البعيدة  والاليمة  تلك  .
                                               على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الخميس   31                      تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x