داخل جدران السجن

 
داخل جدران السجن
بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
 
فجأة وبدون أي مقدمات وجد نفسه داخل ذلك السجن في تلك المدينة الغربية التي تبعد عشرات الالآف من الكيلومترات عن وطنه الأم بتهمة لا يعرف عن تفاصيلها أي شيء دُبّرت له في ليل اسود وظالم على يد من يُفترض أنه صديق أمين ووفي .
ادخله الشرطي الى داخل غرفة السجن الكبيرة فُتح الباب الحديدي ذو الصوت العنيف وأحّس في تلك اللحظة أن عشرات العيون والوجوه تراقبه وهو يدخل بخطوات متعبة ومتثاقلة ليتجه الى احدى زوايا الغرفة ويجلس وحيداً ولاحظ أن الوجوه نفسها لا تنفك ترمقه  بنفس النظرات التي فيها الكثير من علائم الغضب والشر على حد سواء .
تقدم منه في هذه اللحظة احد الرجال وكان صاحب قامة طويلة رسمت على ساعديه رسومات ملونة لأشكال ووجوه منها بشرية وأخرى لحيوانات مرعبة الشكل فيما الّتفت حول عنقه وبلون اخضر فاتح صورة لافعى كوبرا سامة تتهيأ على ما يبدو للانقضاض على فريستها وكان منظر مرعب الى أقصى الحدود .
أمسك الرجل الغربي بالسجين الجديد من أعلى ثيابه وسأله هل انت عربي ؟ ؟
لا بد أنك مسلم أيضاً ؟
ما الذي أتى بك الى هذا السجن لا بد انك تخطط لعمل إرهابي ما  ؟؟
انتم العرب والمسلمين أرهابيون نعم أرهابيون هكذا سمعت المذيع في تلك المحطة الإخبارية يُطّلق الأوصاف والنعوت عليكم ، لا بد أن معه كامل الحق !!
أجب أيها الجبان ، هل انت خائف مني ؟؟
 هكذا واصل ذلك الشخص استفزازه للسجين الجديد فيما بقية السجناء ينظرون الى ماذا ستؤول الأمور بين الاثنين وأراد ذلك السجين أن يزيد نسبة الاستفزاز للسجين الجديد فبدأ بإطلاق الشتائم والعبارات البذيئة بحقه وتتالت كلماته الجارحة  للوافد  الجديد ،   مرت لحظات قليلة  وقال له لابد أن زوجتك الجميلة  تشعر بغيابك عنها هل هي جميلة فعلاً ما رأيك لو تُعّرفني عليها ، وتسدي لي هذه الخدمة الإنسانية !!
أحّس السجين الجديد أنه لم يعد يحتمل ، فجأة وبشكل غير متوقع سدد الى وجه ذلك السجين الغربي لكمة من قبضة يده اليمنى جعلته يتهاوى كالجمل على الأرض وهو يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم فتعالى الصراخ والتصفيق في كل أرجاء غرفة السجن الواسعة بهذا الإنجاز الكبير الذي اقدم عليه هذا الوافد الجديد فيما ترك السجين الآخر على الارض لا يدري ما يجري حوله فيما غّطت الدماء كامل وجهه وأعلى جسمه .
حضر رجال الشرطة استفسروا عما حدث أخرجوا السجين الجديد وضعوه في غرفة انفرادية وتم فصله عن بقية السجناء .
بعد ثلاثة ايام من توقيفه تم الإفراج عنه من السجن بعدما تّبين للمحكمة التي درست موضوعه أن خطأ ما وقع وأن هذا الرجل هو ضحية خطأ قضائي ما .
خرج ذلك السجين مغادراً السجن وهو لم ولن ينسى أصعب ثلاثة أيام وليالي قضاها في بلاد الغرب هذه منذ حضوره إلى هنا قبل ثلاثة عقود مضت على وجوده هنا بالتمام والكمال .
 
 
 
 
 
 
                                                 على الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب

 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              الاحد 24       تشرين الثاني                   2013
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x