الإنسان المناسب في المكان المناسب

بقلم علي إبراهيم طالب

تحفل الحياة الإنسانية لكل كائن بشري في حياتنا هذه بالعديد من الأحلام والطموحات التي قد تبدو سهلة المنال بين الفينة والأخرى. من الأحلام والأمور التي يتمنى كاتب هذه الكلمات تحقيقها في عالمنا الحاضر هو أن تسود العدالة بكافة أنواعها ويسود منطق الحق والعدل والانسانية ، بعد أن امتلأت هذه الدنيا جوراً وفساداً وظلماً على كافة الأصعدة. قد يسأل سائل عن إمكانية تحقق هذا الأمر في ظل هذا العالم المضطرب المجنون. الجواب هو أن الله تعالى قادر على كل شيء وإليه تعود مسيرة هذا الكون. إذا أراد المرء تطبيق منطق الإنسان المناسب في المكان المناسب إذا أخذنا هذا المثال على الواقع الحالي على سبيل المثال هل يستطيع الانسان أن يرى هذا الأمر على أرض الواقع؟ الجواب معروف سلفاً وهو مع الأسف الشديد (لا) لأن تطبيق هذا الشعار دونه الكثير من العقبات على صعيد الأمور الدينية والطائفية والسياسية على كافة الصعد، لماذا ذكرت الإنسان المناسب ولم أقل (الرجل المناسب) مثلما درجت العادة على القول لأني أعتقد جازماً أن الإنسان على قدر واحد ومتساوي بين الرجل والمرأة يستطيعون إنجاز الأمر وبكل نجاح ولا أغالي أو أساير جنس حواء إذا قلت أنه في كثير من المواقع والمراكز قد تنجح المرأة في حين يفشل أي رجل وهذا أمر أعتبره عادياً ولا ينتقص من رجولة أو صورة الرجل ولا سيما الشرقي، ومسألة أن الرجل هو الأفضل من المرأة في مراكز القيادة والعمل والإدارة. في اماكن عديدة مثلاً لا ينظر أولاً إلى مسألة المهارات والشهادات والخبرات الي يمتلكها أي كائن بشري بل يُنظر إلى انتمائه السياسي والديني والطائفي وهو أمر معروف ولا أذيع سراً إذا تحدثت عنه فهو أمر يعرفه القاصي والداني ويستطيع المرء أن يسرد المئات بل قل الآلاف من الأمثلة الحية على هذا الأمر. لا أريد أن أعمم وأقول أن بعض الدول تسير على هذا النهج والمبدأ فترى أشباه الأميين في أعلى المراكز وأهمها فيما يعاني حملة الشهادات العليا والكوادر العلمية من التمييز والتفرقة والتعامل معهم على أساس من تعرف ومن هي الجهة التي تقوم بالواسطة لك فضاع الحق وساد الباطل واختلط الحابل بالنابل مثلما يقولون في الامثال الشعبية.

يا حبذا لو نصل إلى وقت يُحترم فيه الإنسان على إنسانيته أولاً وأخيراً ويحافظ على تلك الميزة التي خّص الله تعالى بني البشر بها دون غيرهم من باقي مخلوقات هذه الحياة بأسرها. استهجن وأصاب بالدهشة الشديدة عندما أجد أن أحد ما في هذا العالم يتحدث عن أمور ويطالب بها وهو نفسه لا يُطبقها حتى على أفراد أسرته نفسها. ففاقد الشيء لا يعطيه. حبذا لو نعيش إلى ذلك اليوم الذي نرى فيه الحق والعدل يسودان هذا العالم بأسره، يومها نستطيع أن نقول أن العدالة وحدها هي سيدة الموقف والفيصل في كل عمل من أعمالنا اليومية.

وندسور كندا 21 اذار 2012

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
12 years ago

good one

Anonymous
Anonymous
12 years ago

مجتمعنا يعاني شكلاً من اشكال “انفصام الشخصيه” … يقولون أشياء رائعه ،ويفعلون أشياء مروعه ..!!!

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x