بقلم  :   علي إبراهيم طالب
وندسور   كندا
 
كانت الساعة تشير إلى السادسة صباحاً عندما بدأت ملامح نهار جديد تلمح في الأفق ، أنوار خيوط الفجر الاولى تسّللت الى غرفة نومه لم يذكر انه غفا ولو للحظات قليلة طيلة ليلة البارحة والتي كانت عاصفة وممطرة في آن معاً .
عندما آوى الى فراشه كانت الساعة تشير الى الاولى فجراً حاول كل جهده أن يحظى ولو بساعة او ساعتين من النوم ولكن محاولاته كلها باءت بالفشل ، مشى بخطوات متثاقلة ومتعبة الى المطبخ لتحضير قهوة الصباح ، التفت الى روزنامة مواعيده كان ذلك اليوم مليء بالمواعيد والأمور المهمة التي كان عليه إنجازها ودون اي تأخير .
لم يخرق هدوء ذلك الصباح البارد الا صوت ماكينة القهوة التي أصبحت على ما يبدو جاهزة وساخنة ، حمل فنجان القهوة ووقف امام شباك غرفته يراقب خيوط الفجر الاولى وبدت المدينة باسرها وكأنها تغرق في سبات عميق لا يخرقه الا مرور بعض السيارات والشاحنات المسرعة في بعض الشوارع المحيطة بمكان إقامته .
عاد الى غرفة الجلوس أدار جهاز التلفزيون أراد أن يستمع الى موجز سريع للأخبار ، نشرة الاخبار  عناوينها وكل الاخبار فيها متشابهة أو تكاد في كل ايام الأسبوع حروب ، ثورات ، فيضانات ، زلزال في مكان ما وسقوط طائرة ومقتل جميع الركاب على متنها .
لا حول ولا قوة إلا بالله العّلي العظيم رّدد هذه الجملة بينه وبين نفسه مرتين ، قبل أن يدير الإشارة الى محطة تلفزيونية اخرى تشابهت الامور في كل المحطات بدا وكأن هذا العالم بأسره على شفير الحروب والنزاعات التي يعرف المرء متى بدأت ولا يعرف احد إلا الله تعالى متى تنتهي وتزول !
 عند الساعة السابعة والنصف تماماً غادر منزله فأولى مواعيده لهذا اليوم هو عند الثامنة تماماً ، أحس بحرقة غريبة في كلتا عينيه وعزا السبب الى عدم النوم ليلة البارحة وتوقع ان يكون نهاره شاق ومتعب جراء هذا الامر .
انطلق بسيارته راقب ملياً الرذاذ المتساقط على الزجاج الأمامي لسيارته ، نظر الى كل الصور والمشاهد من حوله السيارات ، باصات المدارس وألوانها المختلفة ، الإشارات الضوئية  بألوانها المختلفة  ، بدا الامر  وكأن الحياة قد دّبت على الجميع في هذا اليوم البارد والممطر من شهر تشرين الثاني .
أدار جهاز الراديو على محطة الموسيقى الكلاسيكية  ، شعر في تلك اللحظة انه بحاجة لسماع الموسيقى فقط وتّمنى في تلك اللحظات بالذات لو أن طير ما يحمله الى مكان مجهول لا يرى فيه أحد ولا يسمع أي أمر ، تلك كانت حالته النفسية في تلك اللحظات التي كان يشعر فيها بكميات كبيرة من الحزن والقهر كما لم يشعر من قبل .
 
 
 
 
 
 
 
                                                على الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب

 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              الخميس   28        تشرين الثاني                   2013
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x