معايير مزدوجة

معايير مزدوجة
 
بقلم : علي ابراهيم طالب
وندسور     كندا
 
مضى على وجوده في بلاد الغرب هذه  اكثر  بقليل  من عشرين من السنوات ذاق من خلالها الكثير من الألم والعذابات وأمراض الغربة القاتلة التي لا تنتهي ابتداء من الحرمان لرؤية الاهل الكرام وتراب الوطن الحبيب الى اخر سلسلة عذاباته التي بدت ان لها نهاية ولا يبدو أي نهاية مؤكدة لها .
عرف وأدرك حتى وقبل حضوره الى هذه البلاد أن المصالح وحدها ولا سيما الاقتصادية والمادية هي ديدن التعامل في هذه البلاد سواء في العلاقات العامة للشعب الغربي عامة وعلى كافة الصعد ، وحتى على صعيد مصالح الدول فيما بينها فالدولار وحده هو سيد الموقف وقد يٌنّظر لك كفرد على مستواك المادي اكثر بكثير من المرات عن مستواك المعنوي العام في هذه الحياة التي أضحت حياة مادية فقط وبإمتياز لافت ومثير .
بحكم وجوده الطويل نسبياً في هذه البلاد اصبح يدرك بحكم المراقب والمتابع لمعظم الامور عامة كيف ينظر الى الامور وتجري مقاربتها بمفهوم غربي خاص ضمن معايير مزدوجة او ( double standard ) ولا سيما فيما يتعلق بأمور العرب والمسلمين سواء داخل بلاد الغرب نفسه ، او عبر المنطقة الأكثر اشتعالاً بالأحداث المنطقة التي يطلق عليها الغربيين مصطلح الشرق الأوسط أو المنطقة العربية ليس مهم التسمية بل الإشارة الى الهدف .
من خلال نظرة ومتابعة إعلامية دقيقة للأمور في وسائل الاعلام الغربية وعلى اختلافها سواء المقروئة أو المسموعة أو المشاهدة فان الفرد لا يكتشف الماء الساخن اذا وجد الإنحياز الفاضح والأكيد الى جانب الكيان المصطنع  الذي تم زرعة في قلب المنطقة العربية على حساب الشعب الفلسطيني الشقيق الذي لا يزال يعاني ومنذ عشرات السنين نكبة إنتزاعه من أرضه وتشريد ذلك الشعب الشقيق في شرق هذه المعمورة المترامية الأطراف وغربها لينعم ذلك الكيان  الغريب بالأرض والمال والخيرات من كل حدب وصوب ووصف كل دول الغرب :
( ذلك الكيان اللقيط المحتل بانه الجنة الواعدة وسط العرب والمسلمين الوحوش والقتلة ).
شاهدنا سابقاً وطبعاً سنشاهد لاحقاً كيف أن بلاد الغرب هذه ستهب بقضها وقضيضها للدفاع عن الطفل المدلل ( إسرائيل ) اذا ما أصيب احد مواطني ذلك الكيان بإصابة ما فتّهب وسائل الاعلام الغربية كعادتها لإظهار أي حدث صغير وكأنه اعتداء على كل البشر والأمثلة والشواهد على هذا الامر تعد بالمئات او قل آلاف المرات دون اي إشارة مثلاً لسقوط العشرات من آلاف الضحايا في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وباكستان والعشرات من الدول الأخرى .
انها سياسة المكيال بمكيالين كما يراها الغرب وهي سياسة المعايير المزدوجة فما يتم الإشارة اليه في التعامل الغربي مع إسرائيل قد لا يوازيه التعامل بالمثل مع كل دول العالم الأخرى مجتمعة !!
كل هذه الامور يشعر من خلالها بالألم والحزن الشديدين من تلك الرؤية الغربية الخاطئة بامتياز والتي لا تصل الى أدنى تفكير بحقوق الانسان عامة.
وفيما الغرب على هذه الحالة يشعر بألم مضاعف من رؤية العرب والمسلمين وحتى في هذه البلاد حملوا إليها خلافاتهم السياسية والدينية والطائفية التي لا تنتهي البتة !!
يا رب انك وحدك  الحق  والعدل   دون سواك  .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                                            
 
 
 
                                                 على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب

 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              السبت    7     كانون الاول                    2013
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x