شعلة الثورة المُتّقدة

شعلة الثورة المُتّقدة
مساحة حوار
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
اذار  2011
كأني بالشهيد السعيد محمد البو عزيزي عندما أشعل النار في جسده الطاهر لم يكن يدور في خلده انه سيُشعل أيضاً شرارة الثورات العربية الممتدة من المحيط وحتى الخليج .
الشهيد  (  محمد البو عزيزي  )  ابن تونس الخضراء لم يرضى على نفسه صفعة من شرطية ام شرطي ليس مهماً المهم ان الظلم لا دين له ولا هوية ولا فرق عن اي طريق حصل .
اكتب هذه الكلمات في نهاية الأسبوع الاول من شهر اذار من هذا العام 2011 والنتيجة حتى كتابة هذه الكلمات هي سقوط رئيسيين المصري المخلوع حسني مبارك ، وقبله التونسي المخلوع أيضاً زين العابدين بن علي ، فيما الوضع في ليبيا يتجه الى الكثير من التعقيد والمأساوية بعد ان قرر حاكم ليبيا القذافي المواجهة ( وحتى آخر رجل في ليبيا ) والكلام لذلك الحاكم نفسه وسط الحديث عن اكثر من ستة آلاف شهيد والآلاف من الجرحى الذين سقطوا برصاص النظام الحي الذي قرر مواجهة شعبه حتى الرمق الأخير .
مشكلة المشاكل في الدول العربية ايها السيدات والسادة من القراء الأكارم المحترمين هي وجود الظلم وغياب العدالة الانسانية    ، هذا  الظلم البشري الذي تحدثنا عنه عشرات بل قل مئات المرات عبر هذا المنبر الاعلامي ومن هذه الزاوية الاعلامية بالذات ، عندما يصل الحاكم اي حاكم ما الى أعلى هرم السلطة في بلاده يكون امامه خيارين لا ثالث لهما اما الحكم بكل عدالة وحق بين أبناء رعيته ، وأما ينتهج مبدأ الظلم نفسه وما ينتج عنه من غياب للحق والعدل والمساواة بين المواطنين انفسهم الذين تسمع صرخاتهم الصادرة من داخل أعماقهم وعقولهم وقلوبهم تنادي فقط بأمر واحد وموحد إقرار العدل ونبذ الظلم والكراهية .
صحيح ان الشعار الذي استمعنا له جميعاً هو  : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ، ولكن حقيقة الامر أن هذا الامر يحتوي على شعار اهّم واشمل واعّم وهو أن الشعب في كل مكان وزمان يريد إسقاط الظلم مع ما تعنيه هذه الكلمة تحديداً ( الظلم ) من معاني وعبر لا يعرف معانيها الحقيقية إلا من ذاق الظلم نفسه واكتوى بنار الظالمين والجلادين والفاسدين وما اكثرهم جميعاً في منطقتنا العربية فتراهم في كل مكان وزمان يسرحون ويمرحون على حساب كرامات الشعوب وحقوقها الانسانية البسيطة على كافة الصُعد .
تعرض قناة الجزيرة القطرية فاصل بين برامجها عن تونس يتحدث  فيه مواطن تونسي خلال تلك الفقرة ويقول :
( إنتظرنا هذه اللحظة ليسقط النظام ويمسح على شعر رأسه الابيض فيقول : هرّمنا ……. هرّمنا ….. )  .
 اقسم بالله العظيم كلما شاهدت  ما يحدث   في منطقتنا العربية تلك   اشعر ان قلبي سيتوقف عن الخفقان للحظات معدودة من شدة وهول المشهد   .
ليعود  وليختتم ذلك المحامي الشاب تلك الفقرة بصرخته الشهيرة   :
فعلوها التوانسة ، تونس حرة ، بن علي هرب ، بن علي هرب  .
مهابة وجلال ودموع وانتظار ودم وشهداء ومن قال ان الدم الزكي الطاهر لا ينتصر على سيف الباطل والغدر والظلم ، وقل جاء الحق وزهق الباطل ، ان الباطل كان زهوقا .
ماذا  تخبىء  الايام القادمة لتلك المنطقة برمتها   يا ترى ؟؟؟
مجرد سؤال   ومن يعش ير  .
                                                 على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب

                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاحد    8      كانون الاول                    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x