الضمير الانساني

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
 
صودف انك تجتاز في طريقك الى مكان ما حقول شاسعة مزروعة بالقمح الذي يتلألأ كالجواهر البرّاقة تحت أشعة الشمس الذهبية ، يلفت نظرك مشهد مؤثر وكبير السنابل التي تحمل القمح تراها تنوء صوب الارض بما تحمله من حّبات الخير والبركة بكل تواضع وكبرياء  ، بينما تجد على الجانب الآخر مشهد مغاير لهذا الامر جملة وتفصيلا ً السنابل الفارغة من اي حبوب من القمح تتمايل وتتراقص على أنغام النسائم التي تُحّركها ذات اليمين وذات الشمال ، والسبب واضح وأكيد لانها فارغة ولا محتوى او قيمة لها .
المثل هنا واضح والمعنى في قلب القصة والشاطر هو من يفهم هذه الحياة بكل تناقضاتها وأسرارها .
أن الشجرة المثمرة في اي بستان تكون عرضة اكثر من غيرها للرشق والرمي على الدوام لانها تحمل في داخلها ثمار الحب والخير والفرح على الدوام .
ان من يعمل ويتعب ويشقى في هذه الحياة يكون عرضة للهجوم والحسد والبغضاء من بعض ضعاف النفوس وقليلي الضمير القابعين في منازلهم واطلقوا العنان لألسنتهم بممارسة الهواية الاحّب الى قلوبهم وهي  :   الثرثرة يراقبون الناس ويحسدونهم على كل شاردة وواردة في حياتهم العامة على كافة الصعد .
يوجد نموذج من الناس لا تستطيع ولا بأي شكل من الأشكال أن تطلق الصفات الانسانية عليهم اذا ما اختلطوا بالمجتمع الأجنبي سواء في هذه البلاد او غيرها ، فإنهم يرسمون لأنفسهم صورة الملاك الطاهر البريء ويعطي نفسه هالة كبيرة من القداسة والإيمان تشعر بعض الناس البسطاء يظنوا ان الناس باسرهم  يقفون في صفوف طويلة ومتراصة لنيل بركاته والحصول على عطفه ، ولكن الصورة الحقيقية لهذا الشخص هو انه شخص أعمت الأحقاد والأباطيل قلبه الاسود وتحول الى ما يشبه الوحش الكاسر الذي ينصب ويحتال على عباد الله تحت حجج واهية بعيده كل البعد عن الحقيقة وما هي الا الحجة الحقيقية التي يتّبعها هذا الشيء المُسّمى شخصاً في سلسلة نصبه واحتياله على أبناء جلدته عامة وعباد الله في شكل اكبر وعام !!
بعض الناس تأخذ ما قاله ابو العلاء المعري يوماً وتنسبه الى نفسها أنشد المعري يوماً يقول :
( وتحسب انك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر ) !
بعض الاشخاص يصيبهم غرور غريب وعجيب فظنوا وهم المخطئين ان الشمس لا تشرق يومياً إلا لأجل خاطرهم وهي لا تغيب الا برهن وإشارة من اياديهم !!!
تقول احدى القصص والطرائف ان شخص ما عمل جميع الموبقات وارتكب كل الآثام والحرام فذهب الى طبيب نفسي يشكو له حاله  السيء  ،   وظن الطبيب أن هذا الرجل تاب بعد أن تخطى الخطوط الحمراء في التّعدي على الناس وسرقة حقوقهم والنصب والاحتيال عليهم فقال له الطبيب النفسي :
حسناً سأعطيك دواء يقوي ارادتك ويمنعك من ارتكاب الآثام .
فرد الرجل وكأنه عاد الى اصله الحقيقي : لا ايها الطبيب أريد علاج يُسكت ضميري هذا !!!
بعض الناس تموت ضمائرهم وتقسوا قلوبهم وما يبقى منهم أشكال أشباه الرجال وما هم برجال بل ضمائر ميتة وقلوب قاسية مُتحّجرة .
عفوك يا رب   .
 
 
 
 
 
 
 
 
                                                على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
                                                
                                                 علي   ابراهيم   طالب

 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              الاحد    8      كانون الاول                    2013
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x