مشاعر ثمنها أموال طائلة

بقلم : علي إبراهيم طالب 

وندسور   كندا 

ايار  2010

يبدو أن الحب والمشاعر الإنسانية الرقيقة والخالدة أصبحت شيء من الماضي وأصبحت الناس تتّحسر عليها في غير مكان وزمان من هذا العالم المترامي الأطراف .

أكتب هذه الكلمات بعدما انتهيت  لتوي من قراءة ما كتبته المبدعة العربية ياسمينة دمشق غادة السّمان التي يبدو اني اتّغزل بها وبكل ما تكتبه في لحظة حرية في مجلة الحوادث الغراء التي فقدت احد أعمدتها المرحوم النقيب ملحم كرم رحمه الله .

في ( لحظة حرية ) وتحت عنوان  : ( «لحظة حب » بمليار دولار ) التي نشرت في عدد الحوادث رقم 2793 المؤرخة بتاريخ الجمعة 14 آيار 2010 .

تقول الأديبة الكبيرة ( أن المرأه الأكثر ثراء في فرنسا ليليان بيتنكور وريثة شركة اوريال الشهيرة قدمت لصديقتها الفنان « فرنسوا ماريه بانيه » هدية متواضعة تعبيراً عن حبها وامتنانها لبقائه الى جانبها وتكريسه لحياته وفنه لمرضاتها ، وهذه الهدية ( المتواضعة ) هي مليار دولار !!

تتابع الأديبة السمان ( قامت قيامة ابنتها فرنسواز وأقامت الدعوى على أمها بذريعة انها مجنونة ومتخلفة عقليا   ويجب الحجر عليها ومنعها من التصرف بأموالها لان الفنان بانية يستغل ضعفها كعجوز لسلبها أموالها .

ترى لو وجدت المليارديره ليليان  « لحظة حب » عند ابنتها فرنسواز هل كانت ستدفع المليار لفرنسوا ؟؟

 ام ان تلك الهدية للفنان هي بطاقة لوم لابنتها ، لانها بدلاً من إحاطتها بالحنان تذهب الى المحاكم للحصول على المزيد من الثروة ( وتجرجر )  امها   الثمانينية   الى فضحية الصحف والمجلات ووسائل الاعلام عامة  .

أؤكد ان ما ذكرته اديبتنا الكبيرة هو أمر شائع جداً في بلاد الغرب هذه وسأذكر قصة اعرف صاحبها   :  ( اسمه فريدي   وهو  عجوز كندي متقاعد كان يعمل في احد اكبر الشركات في هذه المدينة وبدخل مالي مرتفع جداً كان متزوج من سيدة كندية وانجب منها ثلاث فتيات ، حصل بينه وبينها خلاف عادي منذ سنوات عديدة وتم الطلاق بينهما فعمدت الام الى اخذ بناتها وعملت على الدوام على تشويه صورة زوجها السابق حتى انقطعت علاقته مع زوجته السابقة وبناته الثلاث بصورة نهائية على الرغم من محاولاته العديدة من الاتصال بالبنات للاطمئنان عنهن او إرسال بطاقات معايده لهن في الاعياد فكانت البطاقات ترسل ثانية الى عنوانه ففهم ان بناته لا يريدون اي علاقة معه فقطع بدوره اي اتصال بهن وهكذا كان .

مّرت السنين وصل فريدي الى مرحلة متقدمة من العمر جاوز الثمانين عاماً تّعرف الى سيدة كندية في حوالي الاربعين من العمر ، لانه يعيش الوحدة تّعلق بتلك السيدة طلب منها ان تعيش معه في المنزل رفضت وقالت بانها ستقوم بزيارته وقضاء اطول وقت ممكن معه ، فوجئ اصدقاء فريدي والمقربين منه أن تلك السيدة الاربعينية كانت تلازم فريدي في كل مكان وحتى وضعت صوتها على آله تسجيل تلقي المكالمات الهاتفية في منزل فريدي بحيث تبدو انها هي سيدة المنزل .

حصل عارض صحي لفريدي في أواخر العام السابق 2009 أصيب بعدها مباشرة بأزمة قلبية قوية أدت الى وفاته .

حضر الجميع الى مكان دفن فريدي زوجته الاولى وبناتها الثلاث بعد مرور سنوات طويلة على الغياب   !!!

 فجّرت السيدة الاربعينية مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلنت امام الجميع انها زوجة فريدي وعاشت معه بصورة متواصلة لمدة ستة اشهر وهو ما يطلبه القانون الكندي لكي ترث ما تركه فريدي من اموال وعقارات تقدر بالملايين من الدولارات !

المسألة الآن امام القضاء الكندي ليحكم بها بين بنات فريدي والصديقة الجديدة لوالدهم وبانتظار حكم القضاء !!

هل اصبحت المشاعر الانسانية عرضة للبيع والشراء  في بورصة هذه الحياة التي  يبدو انها تسير  اكثر واسرع نحو الحياة المادية الجامدة  بحيث بات الحكم على اي انسان بما يملكه من ثروات واموال وعقارات  وليس  بما يحمله من قلب وحب    وانسانية  ؟؟

لله في خلقه شؤون  .

                                               على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .