قيمة الاب
عاد للتو الى منزله في تلك الساعة المبكرة من ذلك الصباح البارد من العمل حبث اعتاد على الحضور من دوام منتصف الليل في تلك الشركة التي قضى فيها سنوات طويلة من عمره ، وقد اختار طواعية دوام العمل من العاشرة مساء وحتى السابعة والنصف صباحا كل يوم من ايام الاسبوع .
دخل الى المنزل وكعادته ومثلما يفعل كل صباح مر على غرفة اطفاله الثلاثة فوجدهم مستغرقين في نوم عميق فاليوم هو يوم عطلة بالنسبة لهم وقد استغل الاطفال هذا الامر ليرتاحوا على ما يبدو من محاولات الام المتعددة والمتكررة في كل صباح من ايقاظهم بكل سهولة ليتمكنوا من الذهاب الى المدرسة ودون اي تأخير يذكر .
خرج من الغرفة وحرص على الا يحدث اي ضجة قد تتسبب باستيقاظهم في تلك الساعة المبكرة والباردة من ذلك الصباح . شعر في تلك اللحظة انه بحاجة ماسة الى فنجان قهوة طازجة ومنعشة في ان معا وهو ما قام بتحضيره فعلا .
عادت به الذاكرة في تلك اللحظات تحديدا الى الوطن الام حيث الاهل وتراب الارض ومن بقي من اصدقاء له هناك .
اشياء كثيرة وعديدة تزاحمت بها ذاكرته في تلك الساعة المبكرة من ذلك الصباح .
كان من الممكن مناقشة اي امر معه الا التنازل عن انسانيته التي حافظ عليها على الرغم من كل الصعاب والازمات التي مر بها شخصيا في هذه الحياة . انسانية الانسان تلك التي يراها تنتهك في غير مكان وزمان من هذا العالم المجنون والذي وحده الله تعالى يعرف الى اين يسير وماهية الانسان عامة في هذا الكون المترامي الاطراف .
كان عليه ان يذهب بعد قليل لانجاز بعض الامور التي عليه انجازها والعودة الى المنزل ظهرا عله يحظى ببعض النوم اذا استطاع لذلك سبيلا في هذا اليوم تحديدا لوجود الاطفال في المنزل وصراخهم وعراكهم المستمر مع بعضهم البعض .
تلك الاصوات التي كانت محببة على قلبه فهم اولاده وهو يمثل صورة الاب الصالح والذي يعمل جاهدا وبكل تعب وشقاء في هذه الحياة فقط ليؤمن لهم العيش الكريم والرغيد وطبعا تشاركه في هذا الامر زوجته وشريكة حياته التي يقع عليها ايضا عبء كبير ومهم في الاهتمام بالطفال ومتابعة كل امورهم بكل دقة واهتمام مع زوجها الكريم والصالح في ان معا .
كان يسأل الله تعالى دوما ان يحفظ له عائلته الصغيرة تلك ، والتي يحاول جاهدا وعلى الدوام ان تظللها علائم السعادة والخير والرضى على الدوام .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الثلثاء 10 كانون الاول 2013
About Post Author
Spread the love
