في رحاب ذكرى والده الراحل

في ذكرى والده الراحل
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
عندما انتقل والده الراحل الكريم الى رحمة الله تعالى منذ سنوات عديدة ، ورث منه عدة أمور لتكون له سنداً وعوناً على مواجهة هذه الحياة الصعبة بكل تفاصيلها وأفراحها وأتراحها التي لا تُعّد ولا تحصى .
أولى تلك الامور كانت ان يكون عزيز النفس صاحب كبرياء لا يلين    ، وان يكون انسان بكل ما تحمله هذه الكلمة الصغيرة من معانٍ مُعّبرة وان يحمل في قلبه وضميره كل الخير والمحبة والتسامح مهما قست عليه التجارب وواجه في حياته هذه نماذج عديدة وغريبة من انواع البشر باختلاف طبعائهم وطريقة تفكيرهم ونظرة كل واحد منهم على حدة للأمور .
عندما تقسو عليه الحياة وتُظهر له وجهها القاسي والعنيد لا ييأس ولا يسأم ولا يُفّكر حتى مجرد السؤال الذي قد يسأله اي إنسان عادي تعانده الحياة وتقسو عليه ليسأل :
لماذا انا دون غيري ؟
كان يتعامل مع أمور الحياة بكل صبر وترّوي وحكمة وهو أمر كان يثير علامات التعجب عند بعض معارفه الذين كان البعض منهم يبوح امامه بما يختلج من أمور وأسئلة مُحيّره في صدورهم هم :
من اين لك طول البال هذا ، والصبر على كل هذه الامور التي تحصل معك ، بالله عليك يا رجل من اين لك تلك القوة ؟؟
يبتسم ويردد على الفور انها ميزة من الله تعالى الذي بيده كل أمور الانسان ومصيره انه الرب الكريم الرحيم .
في عجالة هذه الحياة وصعابها يعترف انه يملك أسلوب خاص وغير عادي في مقاربة الامور ومعالجة كل مشكلة تواجهه قدر الإمكانيات المتاحة امامه طبعاً بالنهاية هو كائن بشري مثله مثل اي انسان آخر على هذه الكرة الارضية قد يضعف او يُهزم في أمر ما.
ولكنه عاهد الله وضميره وذكرى والده الراحل الذي فقد بغيابه كل الاشياء الجميلة والمميزة في هذه الحياة ككل ، أمر واحد لا يسمع به على الإطلاق ممنوع الشعور بالهزيمة مهما كانت الامور وصعابها وقسوتها ، الحياة هذه بنظره هي كناية عن حلبة ملاكمة بشكل او بآخر قد يوجه لكمة لا حد ما وعلى الأغلب ستوجه له لكلمات متتالية ومؤلمة المهم والاهم بنظره هن عدم السقوط وعدم الشعور بالهزيمة مهما كلفت من أثمان .
يعترف هو في قرارة نفسه ان قسوة الحياة وما مّر امامه من تجارب وقصص انسانية جعلته يكون انسان واقعي الى ابعد الحدود في حياتنا الحاضرة هذه لا يندم على الامور التي مّرت في حياته وهي لا تستأهل الندم بطبعة الحال وكأني به يردد ولسان حاله مع ذلك الشاعر الذي أنشد يوماً
ربّ يوم بكيت فيه
فلما صرت في غيره بكيت عليه .
في كل مرة يتحدث فيها عن والده الراحل يصاب بحاله شوق وحنين لرؤية محياه الطيب شعر بالدموع تنهمر من عينيه نهضى ومضى الى يوم آخر في حياته الغريبة والعجيبة .
رحمه الله تعالى   ورحم امواتكم  جميعا  .
                                                  على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب

                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاربعاء   11          كانون الاول                    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x