بين كوستاريكا ولبنان الاخضر مجلة العربي الكويت

   (   نشرت  هذه المقالة في  مجلة العربي  الواسعة الانتشار   والتي تصدر  في الكويت     رقم العدد :  631    شهر حزيران  2011  ،  ولم أتمكن   من قراءة العدد  هذا لعدم وصوله الى هذه المدينة الكندية  وندسور التي اسكن  فيها  ولكن احدى الصديقات الكريمات  وجدت هذا المقال وأرسلته لي على بريدي الالكتروني الخاص  فشكرا جزيلا لها ولذوقها الكريم   )   .                                                                                                                          

                                                                                                                        بين كوستاريكا ولبنان الأخضر

كنت أطالع عدد مجلة «العربي» رقم (622)  سبتمبر 2010، الذي نطّلع عليه في غربتنا الأليمة هذه في المكتبة العامة لمدينة وندسور، هذه المدينة الكندية التي أقطنها منذ عشرين عامًا، وهي على الحدود الكندية مع ولاية ميشغان الأمريكية على الحدود المشتركة للبلدين.

في واقع الأمر لفت نظري الاستطلاع الذي أجراه الأستاذ أشرف أبو اليزيد عن كوستاريكا بعنوان «قصيدة الفردوس والبركان!».

في الصفحة 36 من مجلة «العربي» القيّمة تلك البلاد التي تبلغ مساحتها 51 ألف كيلومتر مربع أي بمقدار خمسة أضعاف مساحة وطني الحبيب لبنان.

ما لفت نظري في ذلك الاستطلاع نسبة المساحات الخضراء في تلك البلاد وجمال الطبيعة الخلاّبة، وقد قرأت أن الشمس حاضرة للشروق كل صباح في كوستاريكا على مدار أيام السنة كلها.

منظر جميل أن ترى الطبيعة الخضراء والمتنزهات العامة تغطي كل المساحات والأماكن العامة.

ويذكر الاستطلاع أن كوستاريكيا اسمه الفارو أوغالدي أمضى أربعين عامًا من حياته وهو يطوّر المتنزهات القومية في بلاده، وأنه يوجد قانون يلزم المحافظة على الطبيعة في تلك البلاد.

من خلال ذلك الاستطلاع يلاحظ القارئ جمال الطبيعة في ذلك البلد واحتلال المساحات الخضراء والأشجار والزهور لمساحات شاسعة وكبيرة من البلاد، وهو أمر غاية في الجمال والروعة، وله فوائد عدة على صحة البشر من انتشار للأشجار الكثيفة التي تستطيع تنقية الأجواء وجعل الهواء أكثر نظافة وانتعاشًا على الدوام.

عقب قراءتي لهذا الاستطلاع تذكّرت على الفور وطني الحبيب لبنان الذي كان يُطلق عليه حتى الأمس القريب «لبنان الأخضر»، ولكن مع الأسف الشديد أن لبنان الأخضر ذاك تحوّل إلى لبنان الأسود بفعل مئات الحرائق التي حصلت في طول البلاد وعرضها، وقضت على الآلاف المؤلفة من مساحة البقعة الخضراء في البلاد من أحراش وغابات فيها أشجار تبلغ أعمارها عشرات السنوات، وفي كل يوم تقريبًا نسمع في وسائل الإعلام اللبنانية عن حرائق هنا وهناك تكاد تقضي على ما تبقى من أشجار وأحراش وغابات.

منذ طفولتي كنت أسمع عن أهمية الأشجار ومنفعتها للإنسان من خالي الحبيب إسماعيل وهو مهندس زراعي أنهى دراسته الجامعية في مجال الهندسة الزراعية بجامعة وهران في الجزائر الشقيقة، وأعرف ما ينتابه اليوم من مشاعر حزن وألم وهو يرى كل تلك المساحات الخضراء الجميلة تحترق وتتحول إلى سواد ورماد .

قد يقول قائل إن هذا الشخص يتحدث عن حرائق الغابات ومصير لبنان بأسره غير معروف ومجهول، صحيح، ولكن ماذا يستطيع المواطن العادي أن يفعل في هذه الطبقة السياسية الحالية.

هناك على الدوام مبادرات فردية لغرس الأشجار الجديدة، ولا يكشف المرء سرّا إذا قال إن العدو الصهيوني كان يستهدف في كل حروبه على لبنان ثروته الحرجية وأشجاره كأنه ينتقم من البشر والحجر والشجر على حد سواء.

إنها دعوة صادقة أطلقها من غربتي الأليمة هذه إلى كل أبناء وطني بالمحافظة على الشجر لما له من فوائد تعود على المواطن بأمور كثيرة أهمها تنقية الأجواء على أمل أن تصل دعوتي هذه إلى آذان الجميع.. أستودعكم الله وإلى لقاء آخر بإذنه تعالى.

علي إبراهيم طالب

وندسور    كندا  

مجلة العربي  الكويتية       رقم العدد  : 631

حزيران   2011

على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
                                                   علي   ابراهيم   طالب
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              الأثنين    17   أذار                          2014
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x