قصة الثعلب والديك حكاية الحياة المستمرة
في رحاب هذه الغربة المريرة والقاسية الى ابعد الحدود عادت بي الذاكرة الى سنوات طويلة مرت من حياتي الى فترة المرحلة الابتدائية عندما شرح لنا يومها استاذ اللغة العربية والانشاء قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي وكأن هذه الحصة الدراسية هي امامي في هذه اللحظات علما انني اتحدث عن فترة زمنية تعود الى اوائل السبعينات من القرن الماضي والمكان هو مدرسة السنابل في ضاحية برج حمود حيث كنا نسكن في محلة النبعة الجاورة لتلك المدرسة الابتدائية والتي كان مديرها المربي الاستاذ علي بزي أطال الله بعمره ، والناظر في تلك المدرسة المربي الراحل الاستاذ فوزي بزي رحمة الله عليه .
تقول تلك القصيدة لأمير الشعراء :
بَرزَ الثعلبُ يوماً
في شِعار الواعظينا
فمشى في الأرضِ يَهدي
ويَسُبُّ الماكرينا
ويقولُ: الحمدُ للّـه
إلهِ العالَمينا
يا عبادَ اللهِ تُوبُوا
فَهْوَ كَهفُ التائبينا
وازهـدُوا في الطَّيرِ إنّ الــعَيشَ
عيشُ الزاهدينا
وآطلُبوا الدِّيكَ يؤذِّنْ
لصلاةِ الصبحِ فينا
فأتى الديكَ رسولٌ
مِن إمامِ الناسكينا
عرضَ الأمرَ عليهِ
وهْو يَرجو أنْ يَلينا
فأجابَ الديكُ: عُذراً
يا أضَلَّ المُهتدينا!
بَلِّغِ الثعلبَ عنيّ
عن جُدودِي الصالحينا
عن ذوي التِّيجانِ مِمّنْ
دَخَلَ البطنَ اللَّعينا
أَنّهم قالوا وخَيرُ الــقَولِ
قَولُ العارفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً
أنّ لِلثَّعلبِ دِينا .
ما أقرب الامس البعيد باليوم القريب .
رحم الله أمير الشعراء احمد شوقي ومن قال ان الشعراء والكتاب والمبدعين لا يسبقون الايام احيانا بالتنبؤ بما سيحصل لاحقا .
الله تعالى هو العليم .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
About Post Author
