العدل العربي المفقود

اذكر في احد الايام كنت داخل احدى مقاهي هذه المدينة الكندية وكان يوم سبت وفي ساعة مبكرة قليلا ومعروف ان هذا المقهى يشهد ازدحام غير عادي معظم ايام الاسبوع .
أخذت فنجان قهوة ووجدت طاولة وحيدة في المقهى وكانت فارغة فجلست ووضعت فنجان القهوة وكان معي على ما أذكر بعض اعداد مجلة الحوادث التي كانت تصدر من لندن بريطانيا وكان لي الشرف ان اكتب في زاوية القراء بشكل متواصل .
وضعت امامي عدد من المجلة ورحت اقرأها عندما  سمعت صوت شخص يسألني اذا كان يستطيع ان يجلس على نفس الطاولة لأنه ينتظر زوجته التي ستحضر لاحقا .
طبعا رحبت به وجلس في الجهة المقابلة لي .
نظر الى المجلة وسألني عن لغة تلك المجلة فقلت له انها مجلة عربية تصدر في لندن فهز برأسه وبدا انه يريد ان نتحدث في امور عامة كعادة الشعب الغربي عامة ولا سيما الكندي .
سألني عدة اسئلة عن مضمون المجلة فأجبته وأبتسمت بعد ذلك فسألني اذا كان قد ضايقني بأسئلته فقلت له لا ابدا يمكنك السؤال عن اي امر لا مشكلة لدي وان كنت بدأت اشك انك قد تكون احد رجال المخابرات الكندية لكثرة اسئلتك .
ضحك وقال لا لا ابدا انا نسيت ان اعرفك على نفسي وقال لي اسمه وقال لي   انه بروفسور في مادة القانون الدولي في احدى امهات جامعات القانون العالمية المشهورة وهو في زيارة لأحد اصدقائه في هذه المدينة .
بدأ الرجل واثقا من معلوماته وهو يحدثني عن الدول العربية كل واحدة على حدة وهو بحكم عمله زار تلك المنطقة مرات عديدة وعديدة .
اثناء حديثنا حضرت زوجته وعرفني عليها فوقفت احتراما لها واستغرب الامر وقال انك غير مضطر للقيام بذلك ، ولكن انا اعرف ان العادات عندكم هناك مختلفة عما نعيشه في بلاد الغرب هذه .
اردت ان اترك له الطاولة ولزوجته وقبل ان اغادر قال لي :
يا صديقي لو وجدت العدالة في بلادكم يمكن لما حضرت انت الى هذه البلاد ، اجزم انه كان المرء منكم يعيش عيش الملوك وانا العارف ما تحتويه منطقتكم من ثروات ما علم منها وما خفي .
حكامكم لا يعرفون العدالة ، العدالة هو ما تحتاجونه .
ودعته وزوجته وكلماته عن العدالة المفقودة ترن في أذنيي وغادرت المقهى في يوم أخر من ايام غربتي الطويلة في بلاد الصقيع والأحلام المؤجلة هذه .

ظل  صوته  يتردد  في  أذني   وانا  اغادر المكان  عندما  قال  :

( يا  صديقي   لو وجدت العدالة في بلادكم يمكن لما حضرت انت الى هذه البلاد ، اجزم انه كان المرء منكم يعيش عيش الملوك وانا العارف ما تحتويه منطقتكم من ثروات ما علم منها وما خفي   )   .

 

 

على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا المنبر      والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                   علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                                للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية   على موقع   فيس  بوك
                                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاحد    29        أذار       2015

 

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x