جرت العادة ان نقوم مع بعض الاخوة من ابناء الجالية العربية في هذه المدينة وندسور بالقيام بزيارات اجتماعية في مناسابات عديدة و مختلفة تتعلق بحياة ابناء الجالية في اغترابنا هذا عن الوطن الحبيب و الغالي و في هذا المنقلب  البعيد  من العالم. خلال نهاية الاسبوع الماضي اتفقت و مجموعة من الشباب على زيارة احد الاخوة المرضى عافاه الله و شافاه هو و جميع المرضى انه سميع مجيب الدعوات و ذلك عملا بالقول الماثور من زار مريضا وجد الله عنده  ،المهم قمنا بتلك الزيارة و فرح الشخص المريض بحضورنا و تبادلنا اطراف الحديث و غادرنا منزله بعد ان استودعناه الله تعالى متمنين له ولكل المرضى الشفاء العاجل . غادرنا منزل ذلك الشخص و توجهنا مجتمعين الى منزل اخر للقيام بواجب العزاء بسيدة كريمة و فاضلة انتقلت الى رحمة الله تعالى في الوطن الام استقبلنا صاحب المنزل و هو صهر المرحومة و زوج  ابنتها المقيمة في هذه البلاد  بقينا في ذلك المنزل حوالي النصف ساعة و غادرنا المكان قبل ان نصل الى السيارة تلقيت على هاتفي اتصال يبلغني فيه الشخص الاخر على الخط بانه يريد زيارتي ليسلمني بطاقة لحضور حفل زفاف احد الاشخاص الذين اعرفهم انهيت مكالمتي الهاتفية فبادرني احد الاشخاص ممن كانوا معنا في زياراتنا و قال سبحان الله امر غريب فعلا في خلال ساعتين من الزمن قمنا بزيارة رجل مريض و الحمدلله اطمانينا الى صحته  ،و ها نحنا انتهينا من القيام بواجب العزاء بهذه المرحومة الطاهرة في ذلك  البيت الكريم و قال موجها الحديث لي و ها انت تتلقى الان دعوة لحضور حفلة زفاف فعلا انه امر غريب و عجيب كيف تسير الامور احيانا ؟ نظرت الى ذلك الصديق فقلت له يا عزيزي لا هو غريب ولا عجيب هكذا حياتنا الحاضرة فرح و حزن و سرور و الم و عزاء و اجل و نجاح  وأمل و كل تلك الامور مشتركة تعني الحياة التي نعيشها سواء اقبلنا بهذا الواقع ام لم نقبل فمسيرة و قافلة الحياة تسير على سكتها دون اي تاخير او اضطراب .قمة الانسانية عند الكائن البشري عندما يستعمل انسانيته في التعامل مع الاخرين  ،يشارك الناس في افراحهم و مسراتهم و يقف الى جانبهم في احزانهم و افراحهم ولا سيما في تلك الساعات العصيبة و القاسية عندما يواجه الانسان مسالة الموت فيقف وجها لوجه امام هذا الامر شاء ام ابى فوجود الناس و الدعم الى جانب الانسان المصاب في تلك الحالات يخفف كثيرا عن المرء و ان كانت كل حالات الدعم و الوقوف الى جانب المصاب لم ولن تعيد ما فقده الانسان من احبة و اناس  رحلوا عنا بأجسادهم  وبقيت ذكرياتهم معنا  وتركوا في العيون دموع و احزان  وفي القلوب  ذكريات عديدة لا توصف  .انها دعوة لكل ابناء البشر بان نعود جميعا الى انسانيتنا نعم انسانيتنا اقول هذه العبارة و اكررها ملايين المرات في سبيل مجتمع انساني خال من مظاهر الحقد و الكراهية و الحسد ، لما فيه خير الناس  بأجمعهم   انه   سميع مجيب   .

علي ابراهيم طالب/وندسور/كندا/30نيسان 2012

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
يوسف زكريا
يوسف زكريا
11 years ago

مقالة رائعة لما فيها من شعور إنساني مرهف. شكرا أخي علي، وإلى مزيد من المقالات الإنسانية.

rahaf
rahaf
11 years ago

انسانيتا صدقا انها كلمه لكنها تحمل كلامات رائعه ومعاني شفافه— ولكن للاسف نعيبك يا زمان ولكن العيب فينا– زمن كثر به الفجور وقل به الحياء– قل به الدين وكثر به حب الدنيا– كثر به حب القصور وقل به ذكر القبور و و و و و قل به القليل وكثر به الكثير— اسال الله ان يهدينا ويغفر لنا جميعا

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x