كلمات على شاطئ الحياة

كلمات على شاطئ الحياة

  • اربعة  وعشرون  عاما بالتمام والكمال مضت على وجوده في بلاد الغرب هذه , والامر الثابت والؤكد ان طول هذه السنوات ومرارتها لم تأخذ من نفسه وعقله ذلك الحب والحنين الغريب للوطن الحبيب الغالي ولافراد عائلته هناك لا سيما الى والدته الحنونة التي يجمع من يتعرف عليها ومن المرة الولى يلاحظ مدى اشتياقها الى ولدها البعيد عن عينها مسافة والموجود

داخل قلبها حبا وحنانا وعطفا لا يقاس بأي مدى. عندما توفي والده الراحل منذ ما يربوا على العشر سنوات شعر بأن ما يشبه الزلزال قد ضرب كيانه ومنذ تلك اللحظة شعر بمدى قساوة هذه الحياة عندما تخطف أعز الناس على قلوبنا مثلما حصل مع والده الراحل عندما تعرض لازمة قلبية مفاجئة وهو في طريقه الصباحي الى عمله  فسكت القلب الطيب والطاهر عن الخفقان وبقيت  اللوعة والحسرة ساكنة داخل القلب والعين تدر دموعا متدفقة على الخسارة الكبيرة والخطب الجلل المهيب , لفقدان انسان كبير وغالي في أن معا . على مدى هذه السنوات الطويلة من الغربة اخضعته الحياة عامة الى اقسى التجارب الانسانية وان كانت في لحظات عديدة اشد ايلاما من اي تجربة خضع لها طيلة حياته الحاضرة وان كانت تأتي احيانا كثيرة بصور وعناوين مختلفة والامثلة والشواهد على هذا الامر كثيرة ويجد صعوبة في ان تكون اكثر من ان تعد وتحصى وهي على سبيل المثال فقدان عزيز او قريب او صديق , خسارته لعمله عده مرات متتالية , وان كانت تجربة مرضه بمرض خطير هي الاشد ايلاما وخطرا من اي تجربة انسانية سابقة مر فيها.

يكتب هذه الكلمات في الاسبوع الثاني من شهر أذار للعام 2009 في هذا الطقس الكندي المتقلب فأمس كان يوم صيفي ودافئ بامتياز ,واليومالامطار الغزيرة المتواصلة منذ منتصف ليلة البارحة هي سيدة الموقف وقد تتساقط الثلوج الكثيفة بعد غد او عطلة نهاية الاسبوع فكل شئ جائز في مسلسل الطقس الغريب المزاج . ها هو يتحضر للسفر الى لبنان في منتصف شهر أيار القادم لرؤية والدنه وباقي اخوته وبعض من الاصدقاء الاوفياء الذين لم تؤثر عليهم تقلبات هذه الحياة السريعة والغريبة الاطوار . علمته هذه الحياة وتلك  السنين الطويلة ولا سيما سني غربته الاليمة القاسية ان يكون واقعيا الى اقصى الحدود في هذه الحياة وان يتخلى بعض الشئ عن تلك الجرعة الزائدة من طيبة القلب التي اصبحت وكأنها صفة غير محببة عند باقي الناس وكأنها اصبحت تعني ان الشخص الذي يحمل تلك الصفة اما انه انسان بسيط او ساذج وهو امر يدعو الى الاستهجان والعجب في ان معا لمستوى التفكير عند بعض الناس .من جهته لا يهتم لحديث الناس والامور والقشور البسيطة وهو يعلم انه مهما تحرك الانسان على مسرح هذه الحياة مانه سيكون مثار التعليقات والملاحظات من باقي ابناء البشر والاخرين .يعتبر داخل قرارة نفسه ان ضميره مرتاح فهو لم ولن يسبب الاذى او الكراهية لأحد مهما عاش وتألم من الظلم وعدم المروءة من البعض بل انه يعتبر ان هذه الحياة برمتها هي أقصر من ان نقضيها بالخلافات والاحقاد والظلم مهما تكن المعطيات والظروف التي تحيط بأي أمر او حالة تواجهه في هذه الحياة. تعلم من والده الراحل محبة الناس واحترامهم في ظل ضمير حي وصادق وقلب طيب وانفتاح دائم على كل الناس.

 

على  الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا المنبر      والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                   علي   ابراهيم   طالب
                                              وندسور    كندا
                                                للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية   على موقع   فيس  بوك
                                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM TALEB
الاحد    14  حزيران   2015
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x