مجلة رؤية العدد (18 )

بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا

صدر العدد الثامن عشر من مجلة رؤية في أوائل شهر شباط من العام 2004 وحفل هذا العدد مثلما عوّدنا القراء الكرام بالكثير من المواضيع والأمور التي تهم أبناء الجالية عموماً. وجاءت كلمة العدد على الشكل التالي:

عام جديد وأمل بغد أفضل ، مصلحة الجالية وحدها فوق كل اعتبار
أبى عام 2003 أن يرحل دون أن يترك عدة فواجع مجتمعة فكانت الكارثة الرهيبة التي حلت بالوطن الحبيب لبنان ولاسيما جنوبه حيث تحطمت طائرة الموت كما سميت التي كانت متجه من كوتونو في بنين إلى لبنان مخلفة أكثر من مئة شهيد توزعوا على كافة مناطق لبنان من الغازية ساحلاً وصولاً إلى بنت جبيل ومارون الراس جنوباً وغلى شمال لبنان وبقاعه وبدل من أن يعود المغتربون إلى أهاليهم وعائلاتهم لقضاء فترة الأعياد مع أحبائهم عادوا نعوشاً طاهرة وشهداء اغترابهم عن أرضهم الغالية.
إنها ضريبة جديدة يدفعها المغترب اللبناني لاسيما في القارة السمراء أفريقيا ومن هنا تكمن الحاجة إلى إيجاد سياسة ثابتة وعادلة تجاه المغتربين من قبل الدولة اللبنانية والكل يعلم أن عدد المغتربين في بلاد الانتشار يفوق عدد سكان لبنان نفسه بعدة مرات فأسمى آيات العزاء نرفعها إلى جميع ذوي الشهداء والضحايا ولاسيما أن العديد من شهداء طائرة كوتونو عندهم أقارب وأصدقاء في مدينة وندسور الكندية ومدينة ديربورن الأمريكية.
الفاجعة الأخرى والتي كانت من صنع الطبيعة هذه المرة حيث حصد زلزال مدمر مدينة بام الإيرانية والذي حصد وحتى كتابة هذه الكلمات أكثر من خمسين ألف قتيل وجريح ومفقود ما أحال تلك المدينة إلى مدينة منكوبة على كافة الصعد بعد أن دمر الزلزال معظم المدينة ولاسيما القسم التاريخي الذي يضم قلعة بام التاريخية.
على صعيد مدينة وندسور حصد حادث سير مروع حياة فقيدة الصبا المرحومة الحاجة ردينه بزي والتي تبلغ من العمر 19 سنة فتركت برحيلها المفاجئ الألم والأسى في قلوب أهلها وأصدقائها ولاسيما والدتها فيروز الزين (أم طي) فكانت المرحومة الساعد الأساسي للوالدة الثكلى ولاسيما في غربتها هذه أضف إلى ذلك حب الناس لها ومثابرتها بدوام عمل الخير والبر بالوالدين ولاسيما لوالدتها والتي كانت الراحلة الفقيدة تمتاز بها.
هذه الحوادث مجتمعة تجعل المرء يقف أمام نفسه ليراجع حساباته قليلاً ليجد أن هذه الحياة هي أمر زائل بالنسبة لأي شخص فلماذا لا يقف كل فرد منا أمام مرآة ضميره ولو لمرة واحدة وسؤال أنفسنا ومراجعة أعمالنا هل أخطأ الواحد منا بحق أحد؟ هل ترك للغيبة والنميمة والحسد مكان في قلبه وضميره؟ هل استعمل أساليب غير مشروعه في أعماله أو من خلال علاقاته مع الناس؟
أسئلة وأسئلة أخرى على كل إنسان أن يراجعها مع نفسها.
فلتكن بداية هذا العام الجديد 2004 وقفة جديدة مع الذات وانطلاقة مغايرة للواقع المؤلم الذي نعيشه في هذا المغترب حيث المرء بعيد عن الأرض الحبيبة والأهل الأعزاء والأصدقاء الأوفياء. أسرة مجلة رؤية تتمنى لكل الأخوة والأخوات من أبناء الجالية العربية في وندسور وضواحيها دوام التوفيق في أعمالهم ودراساتهم على الدوام. المحبة دون غيرها هي المفتاح للوصول إلى جالية قوية ومتماسكة لو كره بعض المنافقون، وشعار المجلة سيكون على الدوام: مصلحة الجالية وحدها فوق كل اعتبار وإلى اللقاء في العدد القادم من مجلتكم رؤيه.

يوم 25 كانون الأول 2003 (يوم عيد الميلاد المجيد) كان حزيناً كئيباً على عدد كبير من العائلات كما على الوطن الحبيب لبنان جراء الكارثة الإنسانية الرهيبة التي تمثلت بتحطم الطائرة التي تقل اللبنانين فوق ثرى بنين في غرب أفريقيا ما أدى إلى استشهاد أكثر من 160 راكب معظمهم من اللبنانيين وفقدان 22 شخص يومها ، فحل السواد والحزن على لبنان ولاسيما جنوبه الذي اعتاد على الأحزان والكوارث سواء من العدو أو من الطبيعة هذه المرة. بالعودة إلى أخبار الجالية حضرت مجلة رؤية الحفل الرسمي بفوز السيد إيدي فرانسيس كرئيس لبلدية وندسور وعادت عدسة المجلة بمجموعة من اللقطات والصور نشرت على ثلاث صفحات من المجلة. في ديربورن الأميركية أجرى الزميل خليل إبراهيم الصغير مقابلة شاملة على مدى ثلاث صفحات مع الأستاذ ناجي مندلق مؤسس فرقة أجيال وصاحب شخصية (أم حسين) الشهيرة وكان حوار شامل عن الفرقة والمسرح والغربة. تزامن صدور هذا العدد من المجلة مع حلول عيد الأضحى المبارك فكانت تهاني بالعيد ودعوة إلى المحبة والخير. عرضنا في مقال عن اختراع لمواطن لبناني من طرابلس اسمه سامر رمضان يقيم في أميركا أدخل تقنية جديدة للصور الثلاثية الأبعاد يُعطي بعد مثير للتصوير بشكل عام. على الصعيد الشخصي كان للحادث المأساوي الذي أودى بفقيدة الصبا المرحومة الحاجة ردينه بزي (19 سنة) على إثر حادث سير مروع في ولاية مشيغان الأميركية، الأثر الكبير والحزن العميق لهذا الحدث الجلل الذي أودى بصبية شابة في عمر الورود ولكن أمام إرادة الله تعالى لابد للمرء أن ينحني إجلالاً بهذا المصاب وإن لله وإن إليه راجعون. مجلة رؤية نشرت في هذا العدد مقابلة مميزة أجرتها جريدة السفير مع الفنان المتميز والقدير زياد الرحباني بعد غياب ثلاث سنوات عن الإعلام وأطرف كلمة قالها زياد في المقابلة (بظل الهجمة الأميركية على المنطقة بت أحس إني مسلم). وتابعت مجلة رؤية في هذا العدد أبوابها الثابتة وأضافت بعض الجديد فكانت فقرة الصحافة العربية والغربية – اختراعات إضافة إلى الأبواب الثابتة مثل الأبراج – تسلية – الصحافة ورسائل القراء الأعزاء التي أغنوا بها صفحات المجلة.
البريد الالكتروني لمناقشة اي موضوع مع الكاتب هو :
visionmag@hotmail.com
face book : ALI IBRAHIM TALEB

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x