أوجاع وأحزان عربية في مدينة غربية

0
أوجاع واحزان  عربية في مدينة غريبة
بقلم  : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
عندما حّطت رحالها هي وزوجها وباقي أفراد أسرتها في تلك المدينة الغربية البعيدة أعتقدت للوهلة الاولى أن حياتها ستسير في  منحى آخر وان تستطيع ان تجد حل لأصعب مشكلة تواجهها في حياتها الزوجية منذ أكثر من عشرين عاماً وحتى يومنا هذا ، والتي تتلخص بعصبية زوجها وطبعه الحاد والصعب والتي تفوق كل التصور والوصف الذي يثور ويتوعد ويغضب على أسخف الأشياء وأقلها سطحية .
أستقر الرأي على أن تقيم تلك العائلة المؤلفة أضافة إلى الزوج والزوجة من شابين وصبيتين وجميعهم تجاوزوا العشرين من العمر ولم يعودوا أطفالاً أو أولاداً مراهقين ،  بدا أن الامور بدأت تسير مع العائلة في سياقها الطبيعي أنتهت العائلة من تدبير أمور السكن والبيت والسيارة  وما ذلك  ،  ودخل الأبناء والبنات إلى الجامعة والكلية لكي يتابعوا دراساتهم كما هو مقرر ومرسوم .
كانت الزوجة لا تخالف أي أمر من زوجها خوفاً منه أولاً ولإدراكها داخل نفسها أن عليها مسؤولية المحافظة على ترابط الأسرة وبقائها متماسكة وموحدة الى الابد .
كانت تعرف وتعلم علم اليقين أن زوجها عصبي المزاج وعنيد الطباع وقاسي القلب وكانت  : ( يده والضربة ) مثلما يقولون في الأمثال الشعبية ، ولكنها ظّنت أن وجوده في هذه البلاد ستجعله انسان مختلف قليلا  وان عليه  مسايرة القوانين الصارمة في مسألة الضرب وما إلى ذلك  .
طلبت منه في أحد المرات أن يأخذها الى احدى الأسواق التجارية وفجأة سألته عن أحد الامور فثارت ثائرته واصبح مثل الثور الهائج التي أصابت السهام أنحاء متفرقة من جسمه وانهال على زوجته المسكينة بالضرب وسط ذهول الناس ولم يعرف أنه بهذا العمل قد تجاوز كل الخطوط الحمراء والملونه جميعها   !!
تراكض حراس الأمن في المبنى التجاري من كل اتجاه بعد اتصالات  وردت  من اصحاب المحلات التجارية والزبائن بالرقم السحري ( 911 )  ، ويبدو أن أحدى سيارات البوليس كانت تتواجد خارج المجمع التجاري فتراكض أفراد الدورية وأمسكو بالزوج وأعتقلوه ودفعوه نحو سيارة البوليس وتم حبسه تمهيداً لمحاكمته بتهمة الاعتداء الجسدي على زوجته بشكل عنيف وأليم .
 وعلى الرغم من كل ما حدث للزوج  فانه اصر ان يقول  ويردد  أن زوجته جلبت له الشرطة في المركز التجاري ،  فيما المسكينة  تقسم  بأغلظ الإيمان والمقدسات أنها غابت عن الوعي في تلك اللحظات من جراء الضرب على رأسها ولم تستفق إلا في المستشفى وقد أصدرت المحكمة قرار بعدم السماح للزوج بالرجوع الى المنزل لانه يشكل خطر محتوم على زوجته وأولاده كما صدر في حيثيات الحكم .
عندما عرفت والدة الزوجة في الوطن الام ما حصل لابنتها في بلاد الغربة البعيدة صرخت بأعلى صوتها :
( الله ينتقم  منه     ، الله يكسر يديه ورجليه هذا الوحش ، الذّنب ليس ذنبه بل ذنبي انا عندما قبلت بتزويج ابنتي خريجة الجامعة من شخص أمّي وجاهل ) !!
تعيش الزوجة الأن مع أولادها في نفس المنزل وتطلب من أولادها زيارة والدهم في مكان سكنه لانه لا يستطيع الحضور إلى منزلهم أو حتى التواجد في منطقة جغرافية مُعّينة حول المنزل وبقرار من المحكمة نفسها وفي حال خالف القوانين بأنه سيعود إلى السجن ثانية والتهمة محاولة الاعتداء على زوجته وأولاده !!
لا يبدو أن الزوج قد شعر بالندم على ما أقترفت يديه بحق زوجته وأمام الناس بل هو يُصّر ويردد أنها هي من قامت بالاتصال بالشرطة فقط ليرضي أنانيته وغروره بأنه لا يمكن أن يخطأ أبداً !!
انها العقلية  الانانية التي لا تعترف بالخطأ   ولو بعد حين  .
                                               على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاثنين   28                 تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x