صابر وقسوة الهجرة

بقلم : علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

جريدة الأخبار – النهار

مونتريال     كندا

– العدد – 122

الأربعاء   1 ك١ 1999

يعيش صابر في هذه البلاد حالة تفكير دائمة في قضايا عديدة ومختلفة تهمه كفرد وتهم الأكثرية الساحقة من المهاجرين العرب من كافة الأقطار العربية الشقيقة الذين اضطرتهم الظروف المختلفة الى الهجرة الى هذا المنقلب الآخر من الكرة الأرضية .

يتألم صابر دوما عندما يفكر بمصير أولاده والأولاد العرب عموما هنا في ظل هذا المجتمع المادي البعيد كل البعد عن ميزات العائلة كما نعهدها في أوطاننا العربية .

وفي ظل التفكك الأسري الواضح الذي يبدو ان حكومات هذه البلاد الغربية ليست بريئة على الإطلاق في المساهمة فيه بشكل أو بآخر  ،  ينظر صابر حوله فيرى ان اناس عرب لم يمضي على وجودهم هنا سنوات عديدة قد ذابوا في هذا المجتمع وأخذوا العادات والتقاليد المتبعة في هذه البلاد لا بل ان بعضهم تنكر لأصله ونسي اهله والبلاد التي أتى منها في سبيل طلب العلم أو العمل لتحقيق حياة حرة وكريمة .

يتألم صابر كثيرا ويشعر بأسى عندما تراوده أفكار وتخيلات وأسئلة كثيرة وعديدة تدور في خلده ولعل السؤال الذي يحير صابر على الدوام هو :

هل سينسى أولادي لغتهم الام ويذوبوا كليا في المجتمع الكندي خاصة والمجتمع الغربي بشكل عام ؟ ؟؟؟

وهل   وهل  وهل  ؟؟؟؟

أسئلة كثيرة وعديدة في آن ، تطرق باب ذاكرة صابر وتجعله يشعر بالحيرة ما بين الحفاظ على اللغة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة وبين المجتمع الغربي بكل ما له من تأثير على أي شخص يعيش في هذه البلاد .

لا   يتوقف   عقله عن التفكير   فهو  قلق  كثيرا   فعلى الرغم من الحسنات  الكثيرة الموجودة في هذه البلاد   الا ان السيئات   ليست  بسيطة   ، ولكن يبدو ان  لكل  شيء  في هذه الحياة ثمن ما    فما  ادراك  ما هو ثمن  الغربة الباهظ الذي  يدفعه  صابر   والملايين  مثله  من  المهاجرين  من كل انحاء  العالم   الذين وجدوا انفسهم  في  هذه البقعة الجغرافية   من هذا العالم الواسع   والمترامي  الاطراف    الى  ابعد  الحدود  .

                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .