أغنياء وفقراء هذه الحياة
اعرف ان الناس اجناس وعقول البشر تختلف اختلاف غريب وعجيب .
عندما يموت احد الاشخاص ممن يعتبروا من الاثرياء والوجهاء في هذه الحياة وبغض النظر في اي مجتمع عاشوا فيه سواء في الوطن الام او بلاد الاغتراب عامة ، ترى وتشاهد بأم العين ان العشرات والمئات واحيانا الالاف يتقاطرون للمشاركة في تقديم واجب العزاء بالراحل الثري وهو امر لا اعترض عليه لا سمح الله ، ولكن عندما يموت انسان كادح وفقير اعطته هذه الحياة وجهها البائس والمظلم قد لا تجد في جنازته او اثناء تأبينه اشخاص لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة او عدد اصابع اليدين الاثنين في حالات اخرى .
اتحدث عن امر يتكرر واشاهده بأم العين في اماكن ومناسبات اليمة عديدة .
تواجه ايضا في بعض الاحيان انواع من البشر عندهم فهم خاطىء للنظرة الى امور التعامل الانساني في حياتنا هذه .
فيقول احد ما مثلا :
( يا اخي انا لا احب ان اشارك في اي جنازة او مناسبة وذكرى اليمة . انا احب فقط مناسبات الفرح والرقص والحفلات والاعراس وكل الامور الفرحة في هذه الحياة ولا اطيق نفسي كي اشارك في اي مناسبة موت واحزان او تأبين لأحد ما ) !!
طبعا لكل انسان الحق في اختيار طريقة الحياة التي يراها مناسبة .
دعونا نعود الى انسانيتنا الحقة في التعامل الانساني مع باقي البشر بالنظر الى انسانيتهم اولا وأخيرا دون النظر الى المركز والموقع والمنزل والسيارة وكل حطام هذه الدنيا الزائلة .
كلنا سنلبس نفس الكفن وبالمناسبة لم اسمع عن اي كفن له جيوب ما !
والله ان هذا الامر يؤلمني ويشعرني بالحزن على الدوام .
يعلم الله تعالى قصدي من وراء طرح هذا الموضوع ولكم كل الحب والود والاحترام .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
About Post Author
