إرحموا هذه المرأة قليلاً

إرحموا هذه المرأة قليلاً
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
المرأة هذا الكائن البشري المميز خّصه الله تعالى بأمور عديدة ومنوعة ولعل اهمها وأشرفها على الإطلاق انها الأم التي تنجب الأطفال وتهتم بهم وترضعهم مع حليبها حنان ورّقة هذا العالم بأسره .
هذه الأنثى هي كل شيء في الحياة ، هي الأم العطوف ، والأخت الحنون ، والابنة الرقيقة ، وهي بالتالي الزوجة والحبيبة والشريكة في تحّمل المسؤوليات الجّمة في حياتنا الحاضرة هذه .
في مقابل هذه الصورة المشرقة والإنسانية للمرأة في ابّهى صورها ، نجد انه في بلاد الغرب نجد صورة معاكسة تماماً لما ذكرنا ولا سيما في وسائل الإعلام وخصوصاً على صعيد الإعلانات حيث تم تحويل جسد المرأة الى حقل تجارب ومشروع تجاري بحت لعرض كافة أنواع المنتوجات التجارية وأمور لا تتعلق بالمرأة على الإطلاق لا من بعيد ولا من قريب ، وتم انتهاك انسانية المرأة بشكل مُتعّمد ومقصود والحجة والبراهين دائماً موجودة والعبارة التي اصبحت تُردّد في كل مكان وزمان ( حرية الرأي والتعبير ) .
في هذه المدينة الكندية التي اسكن فيها منذ ما يقارب  على العقدين  من السنوات   ( وندسور) ، عمدت احدى شركات الإعلانات  منذ  عدة سنوات الى رفع إعلانات وصور ضخمة للدعاية لنوع مُعّين من الأحذية الخاصة بالعمال والتي تستعمل في المصانع والشركات وهي أحذية أمان تحمي الأقدام من خطر سقوط الاشياء الثقيلة والخطرة على أقدام العمال ، المهم ان شركة الأحذية تلك اختارت عارضة أزياء لتقدم بالدعاية لهذا النوع من الأحذية فظهرت هذه العارضة عارية تقريباً وهي تلبس ذلك الحذاء وارتفعت تلك الإعلانات في كل أرجاء المدينة والمدن المجاورة أيضاً ،   اذ  استفاقت المدينة باسرها  وفي عدة اماكن   مختلفة منها   على هذه الصور الغريبة بعض الشيء  في  الاماكن العامة   ، وهو أمر أدّى الى طرح هذا الموضوع في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروئة وظّلت الإذاعة المحلية طيلة نهار كامل تسأل المستمعين عن رأيهم بهذا الموضوع عبر البث المباشر   وطبعاً انقسمت الآراء البعض ايّد هذا الأمر دون اي ملاحظات ، فيما ارتفعت بعض الأصوات بأن هذا الإعلان غير مناسب للعرض في الأماكن العامة ويستطيع الجميع مشاهدته بما فيهم صغار السن والأطفال واستمعت انا شخصياً الى سّيدة قالت ما حرفيته  : ( ان هذا الإعلان يسيء الى صورة الكرأة عامة وأنها أداة تستعمل لإثارة الغرائز فقط ، ولا علاقة لهذا الصورة بهذا الشكل بمسألة الحذاء أساساً ) .
المهم مما تّقدم ان شركات الإعلان الكبرى مع وسائل الإعلام المختلفة تستعمل جسد المرأة كأداة لعرض منتوجاتها وإذا بماذا يُفسّر استعمال ذلك الجسد للعرض لأمور لا علاقة للمرأة بها لا من قريب ولا من بعيد .
أقول دائماً جملة واردّدها انه بحجة حرية الرأي والتعبير تُنتهك أمور ومقدسات أحياناً كثيرة في وسائل الإعلام الغربية على كافة الصعد ، ولا يخفي على احد ما  ، ما هو تأثير تلك الوسائل الإعلامية على حياة الإنسان الغربي عامة ومدى تصديقه لكل ما يُمرّر امامه من معلومات وأخبار .
المطلوب المحافظة على انسانية المرأة وعدم استعمالها كأداة  وجسد فقط   وأداة إعلانية لان المرأة اسّمى واقّدس من ان تُبرز بهذه الصورة المسيئة والضارة الى ابعد الحدود .
تحية لتلك المرأة _ الأم التي عندها كل الحنان والعطاء والدفء ولو كره المعلنون والمسيؤن على الدوام .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          الثلثاء   2    تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x