الثمن الغالي للإغتراب اللبناني

الثمن الغالي للإغتراب اللبناني
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
الاثنين   1  شباط   2010
اليوم هو الاثنين الأول من الشهر الثاني لهذا العام 2010 الأول من شهر شباط ( اللّباط ) كما نقول في الأمثال الشعبية اللبنانية والعربية .
اليوم هو اليوم الثامن على المأساة الكبيرة المتمثلة بسقوط الطائرة الإثيوبية المنكوبة قبالة ساحل بيروت بُعيد حوالي الثلاث دقائق من إقلاعها من مدارج مطار بيروت الدولي فجر الاثنين الواقع فيه 25 كانون الثاني 2010 .
لبنان ذلك الوطن الجميل المُعذّب والمقهور بعذابات والآم هذه الحياة الحالية الحاضرة .
الإغتراب والوطن الحبيب ( صنوان ) انهما قدر واحد فأينما يّممت وجهك في مشارق هذه الأرض ومغاربها لا بد لك من ان تجد احد ما من بلاد الأرز هذه ، والشواهد والأمثلة على هذا الأمر اكثر من أن تُعّد او تحصى في الزمان والمكان .
صودف اني قمت بزيارة الى الوطن الحبيب لبنان من الفترة الممتدة ( من 15 أيار الى 20 تموز 2009 )، وعند عودتي كنت قد جمعت عدد لا بأس به من أعداد مجلة الحوادث الغّراء التي أعتز وافتخر باني زائر دائم ومتواصل لصفحة
( رسائل الى المحرر ) التي ابث  من خلالها ما يصول ويجول داخل هذه النفس الانسانية في غربتنا المريرة هذه .
أمامي عدد مجلة الحوادث الرقم ( 2744 ) المؤرخ يوم الجمعة الخامس من حزيران 2009 حيث وبطريق الصدفة وجدت موضوع منشور لي في الصفحة الأولى من ( رسائل الى المحرر ) بعنوان ( معاناة الاغتراب اللبناني المريرة ) ، أتحدث فيه عن المعاناة التي يعانيها المغتربون اللبنانيون في مشارق هذه الارض ومغاربها في رحلة الشقاء والتعب والبحث عن لقمة العيش الشريفة في شتى أرجاء هذا الكون المترامي الأطراف .
خرجت من فمي ابتسامة عفوية عندما وصلت الى الصفحة الأخيرة من نفس هذه المجلة وهذا العدد حيث كتبت ياسمينة دمشق الأديبة غادة السمان في زاويتها الأسبوعية المشرقة ( لحظة حرية ) تحت عنوان : ( في باخرة لبنان ، كل راكب قبطان !!) .
انه فعلاً لبنان ذلك الوطن الصغير الغريب بتنوعه على كافة الصعد حيث تستطيع ان تجد كل شيء يخطر على بالك على مساحة جغرافية صغيرة تعتبر كمزرعة واحدة في هذه البلاد أو في استراليا وأي بلد كبير المساحة الشاسعة .
صدقت أيتها الغادة في قولك فلبنان هو الوطن الوحيد في العالم الذي (( اذا عاش المرء فيه يتمنى السفر الى خارجه ، وعندما يسافر منه يتمنى العودة اليه والعيش في ربوعه )) !
رحلة الاغتراب اللبناني رحلة مريرة وطويلة وشاقة تمتد منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا ، عندما تضيق سبل العيش وتوافر فرص  العمل في الوطن الصغير الحبيب يضطر اللبنانيون واللبنانيات الى المغادرة عّلهم يجدون في مشارق هذه الارض ومغاربها الفرصة الجيدة والسانحة لهم من اجل حياة شريفة ورغيدة نوعاً ما .
انه قدر اللبنانيين ومغتربيهم وموعدهم مع الموت أكان في حادث سير أو عملية قتل أو سقوط طائرة كما حدث في لبنان وقبلها في كوتنو الأفريقية عام 2003 .
يا رّب العزة والجلال والقدرة احمي هذا الشعب المُعذب وأبنائه المنتشرين في كل أرجاء هذه المعمورة الواسعة من كل شرور ومفاجأت انك سميع قدير .
تحية الى كل لبناني ولبنانية سواء في الوطن أو في المهاجر ، انه قدر الأحرار والشرفاء   .
 انه قدر لبنان .
عاش  الوطن الحبيب لبنان  ،   وتحية من داخل قلبي  الى كل  لبناني  ولبنانية   سواء في الوطن الغالي  او في اي  مكان من هذه  الكرة الارضية الواسعة والمترامية الاطراف   الى ابعد الحدود  .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          الثلثاء   2    تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x