بقلم علي طالب

جريدة الحقيقة – بيروت 5 آذار 1986

لفت نظري وأنا أطالع في مجلة أسبوعية معروفة، أن نجل أحد الوزراء الخليجين السابقين قد تم زفافه مؤخراً على ابنة خالته. حتى الآن الخبر عادي جداً ولا شيء مثير فيه، ولكن في تفاصيل حفلة الزفاف أن الحفلة أقيمت في قصر الوالد المؤلف من عشرات الغرف الفاخرة وقد بلغ عدد المدعوين حوالي 5000 مدعو ومدعوة وقد زين قصر عائلة العريس بشلالات من الأضواء بلغت تكاليفها 400 ألف دينار من العملة الخليجية فقط.

أما المصاريف الإضافية لحفلة الزفاف فكانت تفوق هذا المبلغ الضخم بمقدار أكثر. فمن أجواء الراقصات إلى أجور الفرق الفنية المعروفة في الوسط الفني. أضف إلى ذلك ثمن أاثاث منزل العريس المستورد من أضخم وأرقى صالات المفروشات في العالم!

هذا ما تتحفنا به بعض الدول الخليجية وقسم من الدول العربية، من حين لآخر والشيء المؤلم والمؤسف أن وسائل الإعلام في تلك البلدان تتجاهل بشكل مقصود قضية الجنوب اللبناني الذي يسطر اليوم أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية.

أن يتم زفاف أحد أبناء الأسر المالكة ويكلف زفافه الملايين من الدولارات هذا شيء حلال وجيد، أما أن يتعرض قسم غالي ومهم من لبنان للاجتياح والقصف والتهجير فهذا شيء مباح ومقبول لديهم، وهل وصل الأمر ببعض الناس لأن ينسى كل ما حولهم ويلتفت فقط إلى مصلحته الذاتية؟

يبدو أن الإجابة على هذا السؤال صعب في هذه المرحلة من تاريخ العرب، ولكن الإجابة السريعة والفورية تأتي من الجنوب المقاوم على أيدي أولئك الذين نذروا أنفسهم قرباناً على مذبح الجنوب إنهم مقاومو الجنوب المجاهدين الذين يكتبون بدمائهم كل يوم التاريخ الجديد للأمة ملقنين العدو الصهيوني دروساً في البطولة وكيفية الدفاع المستميت عن الأرض والعرض.

ولكن فليعلموا أن نظرات أطفال الجنوب ستتحول غلى سهام تطلق على كل من تسول له نفسه النظر إلى هذه القضية المؤمنة بنظرات الاستهزاء أو العطف. فليرقصوا ويشربوا في مرابع باريس ومونت كارلو ولندن ولكن ليعلموا أن المستقبل لمن يرسمه الآن في الجنوب وإن غداً لناظره قريب !!

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x