الأهل والأبناء في بلاد الغربة

الأهل والأبناء في بلاد الغربة 
بقلم علي ابراهيم طالب
وندسور     كندا
الدعاء الذي يردده ويكرره دائماً وأبداً سراً وعلانية هو : (( يا رب أسألك وأنت القدير أن تّمنح  أولاده وهذه الأجيال الصاعدة في غربتنا هذه وفي كل مكان الحياة الأفضل والأوقات الجميلة عسى ولعل يشعروا بالسعادة والفرح في هذه الحياة ، أنك سميع مجيب الدعوات )) .
يقول في قرارة نفسه اذا كان الله تعالى قد كتب على جيلنا تذوق معاناة الحروب والآلام الكبيرة في الوطن ومن ثم تجّرع أحزان ومرارات هذه الغربة حيث البُعد عن الأهل والتراب الحبيب وأماكن الحب والطفولة والأماكن الاولى ، فالدعاء الى الله أن لا يشعر أبناؤنا بكل تلك الامور التي شعرنا بها ومّرت علينا تجاربها القاسية والمؤلمة في آن معاً .
يقول ويردد على الدوام أن مشكلة بعض الاهل العرب وأولياء الأمور أنهم حملوا معهم إلى هذه البلاد عادات وأمور بالية وهي لا تمّت للعادات الجميلة والمفيدة باي صٌلة ، بل يعتبر الاب مثلاً أنه سيعمد إلى تربية أولاده حسب الطريقة التي  تربى  عليها   بعض الناس  بطريقة خاطئة   قبل عقود طويلة من السنين ، والمفهوم المقبول عند  هذا البعض   فقط هي لغة العنف الجسدي والضرب تجاه الأبنة أو الأبن والأمور والشواهد أكثر من أن تُعّد أو تحصى .
يعرف ويدرك بان هذه البلاد وقوانينها تختلف أختلاف كلي عما عهدناه في أوطاننا الأم وبالتالي على المرء أن يعرف كيف يتصرف ويتعامل وخصوصاً مع الأبناء الذين أماً حضروا إلى هنا صغار السن ، أو ممن ولدوا ونشأوا في هذا المجتمع الغربي الذي يعطي للمرء بحرية التصرف لمجرد أنه أو أنها بلغا سن الثامنة عشرة من العمر وهو ما تقوله قوانين وتشريعات هذه البلاد وهو أمر قد يوجد تباين بين بعض المهاجرين من بيئة أو بقعة جغرافية مُعّينة وبين طبيعة هذا المجتمع الغربي نفسه .
حصلت جريمة مّروعة في احدى أمهات المدن الكندية منذ سنوات عندما اقدم  احد  الاشخاص    من دول شرق أسيا على قتل ابنته المراهقة لانها خالفت أوامره بعدم الخروج والسهر خارج المنزل حتى ساعات الصباح الاولى ، وعلى الرغم من عدم القبول شرعاً وقانوناً بمبدأ القتل أساساً الا أن وسائل الاعلام الكندية والغربية عامة ظلت تتناول هذا الخبر وعلى مدى أسابيع من مرور تلك الحادثة البشعة والبعيدة عن كل أي منطق وسلوك بشري وإنساني عام ، واذكر يومها ان احد المحللين في احدى الصحف الكندية تناول الحادثة وربطها بشخصية الرسول الأكرم محمد ( ص) وتناول القرآن الكريم والدين الإسلامي بشكل عام بشكل مقزز وعنيف وبغياب أي مبرر لأتهام دين بكامله يعتنقه حوالي المليار و ٦٠٠ مليون مسلم في أربعة أقصاع المعمورة لمجرد أن شخص   من دين ما  اقدم على قتل ابنته وهو أمر يحدث في أي مكان وزمان من هذا العالم بأسره .
حمى الله   جميع الاولاد  وكل الأجيال الصاعدة من كل مكروه بالأمس واليوم والى الأبد انه سميع مجيب الدعوات لانه رب رحيم وكريم .
                                               على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاثنين   28                 تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x