“البطل” الأميركي … في السينما
بقلم علي إبراهيم طالب
مجلة الوطن العربي – فرنسا
عدد 915
الجمعة 16 أيلول 1994
طالعتنا استوديوهات هوليوود مؤخراً بفيلم آخر من سلسلة الأفلام المعادية للعرب ولدول العالم الثالث إسمه كذبات حقيقية (True Lies) من بطولة أرنولد شوارزنغر. وهو حتماً ليس آخر فيلم يسيء إلى العرب والمسلمين وكل الشعوب النامية التي ترفض الهيمنة.
وقد شاهدت على التلفزيون مقابلة مع “بطل” هذا الفيلم شوارزنغر فتحدث عن أحداث الفيلم الي يدور حول الإرهاب والإرهابيين، وكأنما هذه الكلمات صارت تعني في القاموس الأميركي العرب والمسلمين.
وبالطبع فإن قصة الفيلم من نسج الخيال: شخص واحد عضلاته نافرة يحيط جسمه بمختلف أنواع الأسلحة ويحمل في يده رشاشاً سريع الطلقات فيذهب إلى بلد معا فيحرر الرهائن ويصيب الأهداف الحساسة. وقد اعتدنا أن نشاهد هذه القصة المتكررة والمملة في العديد من الأفلام الأميركية فترى “البطل” يقتل ويدمر ويحرق مدينة بكاملها ويهزم جيشاً بكل عدته وعدده ثم يعود إلى أميركا سالماً ظافراً دون أن يصاب بخدش بسيط.
إنه الأسلوب الأميركي الفج الذي سبق أن شاهدناه في أفلام سيلفستر ستالون (رامبو). ولدى شيك نوريس الذي ذهب في أحد أفلامه إلى بيروت فقتل من قتل ودمر ما دمر. ثم عاد سالماً إلى بلاده دون أدنى مقاومة. والآن جاء دور هذا الرياضي ذي الأصل النمساوي ليدلي بدلوه في هذا المضمار.
لقد سئمنا والله من تكرار هذه السمفونية الناشزة. إن أصغر طفل من أبناء شعبنا لم تعد تنطلي عليه كل هذه المؤثرات والخدع السينمائية الساذجة.
وأحب أن أشير إلى أن بعض الجمعيات العربية في الولايات المتحدة إحتجت على هذه الإساءة إلى السمعة العربية، وقد علمت أن مسيرات نظمت أمام دور السينما التي عرضت فيلم الكذب والخداع هذا.
إن الولايات المتحدة نصبت نفسها إمبراطوراً على العالم بأجمعه تحكم على من تشاء، وتطلق الصفات والنعوت على هذا وذاك وأريد أن أسأل حكامها من أعطاكم هذا الحق؟ ومن أين لكم السلطة والتسلط؟
على أميركا أن تهتم بشؤونها الداخلية فقط، ولا تتدخل في شؤون الآخرين. فكل الشعوب بلغت سن الرشد وأصبحت على درجة كبيرة من المعرفة ودراية تامة بمصالحها.
لتكف أميركا عن الإساءة للعرب والمسلمين بواسطة السينما التي تقدم العربي على انه ارهابي على كافة الصعد .
About Post Author
