الكلية
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
مجلة الحوادث     لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد    2122
الجمعة 12 أيلول
1997
كانت الكلية تقع في الطرف الجنوبي من المدينة ، وكانت تبدو من بعيد صرحاً كاملاً متكاملاً .
على الأرجح يدخلها يومياً أكثر من عشرة آلاف طالب بدوام يمتد من الثامنة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً ، كانت قاعات الدراسة تمتلئ بالتلاميذ على مدار الساعة ما ان تغادر مجموعة طلاب صف ما ، حتى تتهيأ مجموعة أخرى من الطلاب كانت تنتظر في الممر لدخول الصف لأخذ أماكنها لدراسة مادة ما وهكذا دواليك .
تبدو الكلية وقد أخذت مساحة كبيرة من الأراضي توزعت على الابنية ومواقف السيارات والمساحات الخضراء الواسعة التي تضفي على المكان رونقاً وجمالاً ، إضافة إلى الملاعب الرياضية الخضراء والفسيحة والتي تغري بجمال مشهدها .
حصل عدة مرات إنذار كاذب عن وجود حريق داخل مبني الكلية فيخرج الطلاب ويتجمعوا خارج مبني الكلية وفي الطرقات المحيطة فكنت تخال نفسك في ملعب لكرة القدم يعج بآلاف المشجعين وخصوصاً المشاغبين منهم والذين تخصصوا بإطلاق العنان لأصواتهم من صراخ وصفير وكل مصادر الإزعاج الأخرى .
كانت جميع المواد على اختلاف أنواعها وأقسامها تُدّرس داخل هذه الكلية .
فبإمكانك أن تجد أقسام الهندسة المدنية والمعمارية وقسم علم الكومبيوتر وما يحتويه هذا العلم الواسع من معلومات ومصادر    ،  بحيث احتل الكومبيوتر مكانه متصدرة في جميع أنحاء العالم ، إضافة إلى أقسام الطب والصيدلة والصحافة والإعلام وإدارة الأعمال وإدارة الفنادق والمطاعم والمصانع والمؤسسات على اختلاف أنواعها ، وأضف إلى ذلك عشرات الفروع الأخرى التي يمتد دراسة المادة أحياناً من 3 ساعات للبرنامج الواحد وصولاً إلى برنامج الأربع سنوات لقسم الهندسة بأنواعها .
تستطيع ان تدخل إلى الكلية لتدرس على مدى 3 ساعات فقط كيفية تحضير طعام ما وتأخذ إفادة من إدارة الكلية بأنك درست هذه المادة ولمدة معينة .
لم يكن هناك أي سن محدد للدخول إلى الكلية بل انك تلاحظ ان العمر يبدأ من 18سنة وصولاً إلى التسعينات من العمر ، أن الإنسان قادر على تخطي عقبات الزمن حتى ولو شارف على التسعين من العمر .
إنها أرادة الحياة التي لا يتخلى عنها أي كائن بشري بسهولة !!
أجيال وأجيال مرت على هذه الكلية وهي منتصبة شامخة صرحاً علمياً تُخرّج الأجيال الصالحة في مسيرة بناء المجتمع والحياة بشكل عام .
العلم مسألة مهمة وجديرة بالانتباه والتركيز فلنربِ أولادنا على حب العلم والنهل من هذا النهر الذي لا ينضب لاستمرارية الحياة وان يكون لنا كعرب وجود علمي متفوق في هذه الحياة   .
لا ينقصنا العقول المفكرة والإرادة الجيدة فلنعتمد على الله تعالى ونمضي   ، والله الموفق على الدوام .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاربعاء  10         تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x