المعنى الحقيقي لأنسانية الانسان

الانسان هذا الكائن البشري الذي خلقه الله تعالى واعطاه من الميزات ما لم تعطى لباقي الكائنات الحية الاخرى على وجه هذه الكرة الارضية المترامية الاطراف شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
يوجد نوع من البشر تحكم على البشر الاخرين على الشكل التالي :
اين تسكن وهل تسكن في قصر او منزل فخم ؟؟
ما هو نوع السيارة التي تقودها ؟؟
ماركة الملابس التي تلبسها ؟؟
حجم رصيدك في البنوك ؟؟
نوع الساعات والجواهر التي تلبسها ؟؟
اي نوع من ماركات العطور الشهيرة تستعمل ؟؟

اين  وما هو وما هي   ؟؟   اسئلة كثيرة وعديدة متلاحقة ولا نهاية لها  .
لا يكشف المرء سرا اذا قال ان المظاهر والعادات القبيحة والخداعة ، اضحت منتشرة في كل مكان وزمان من حياتنا الحاضرة هذه فأصبح الحكم على بعض الناس مع الاسف الشديد على المظهر الخارجي وعلى البدلات الانيقة ، والمنازل الغالية ، والسيارات الفارهة ، والاهم من كل ما تقدم قيمة الحسابات المالية في المصارف والبنوك على انواعها وكل ذلك يسجل على حساب نوعية ذلك الكائن البشري وانسانيته وكيفية تعاطيه مع الحياة الصعبة والقاسية التي نحياها في هذه الايام في غير زمان ومكان من هذا العالم الكبير .
هل يوجد اجمل من ذلك الشعور الانساني الكبير عندما نشعر مع الانسان الذي يرتجف من البرد القارس لعدم وجود سقف يأوي تحته ويحميه من عوامل الطبيعة سواء في البرد القارس او في الحر الشديد ؟؟
وماذا نقول عن الانسان المريض الذي يعاني ما يعانيه من الالام والاوجاع في عتمات الليالي الطويلة ، وربما لا يجد احد بجانبه او يد كريمة تعطيه ولو شربة من الماء وسط اوجاعه التي قد تحتمل وقد لا يكون للانسان العادي القدرة على تحملها والعيش معها ؟؟
وماذا عن الانسان المظلوم والمقهور والذي يواجه كل قسوة وعذابات هذه الحياة وحيدا  ،حتى ولو كان يحيط به العشرات او المئات من البشر ولا سلاح له الا الدعاء الى الباري عز وجل بأن يفرج عنه ذلك الكرب والضيق ، ويتحقق له ذلك الفرج المنشود والمنتظر منذ سنوات وسنوات طويلة وكئيبة الى ابعد الحدود ؟؟

قد يقول قائل   ان الصبر على هذه الحياة وصعابها   ومشقاتها  هي مفتاح الفرج   ، امر صحيح مئة بالمئة   ولكن هل ان جميع انواع البشر تؤمن  بهذا الامر وعندها ذلك الصبر  والقدرة على التحمل مهما كانت الصعاب  والالام ؟؟

تخيلوا معي  ايها السيدات والسادة الكرام  مشهد يعاني فيه انسان ما  ظلم كبير وقاسي  ولا يستطيع احد ما في هذه الدنيا مد يد المساعدة  في هذا الموضوع  ، ترى ان انسانية هذا المرء  تنتهك  بشكل  غريب وعجيب  ولا قدرة لاحد ما مهما علا شأنه  ان يفعل شيء او يتدخل لرفع هذا الطلم   فيسلم هذا الشخص  مهما كان  وضعه  امره الى الله تعالى  فلا يطلب العون والاغاثة الا من الباري عز وجل  على مبدأ ان الرضوخ  لا يكون في كل حالات هذه الدنيا  وعذاباتها الا لمن  يدير هذا الكون   وبيده  خاتمة الامور   الله سبحانه وتعالى جلت قدرته  .

قد يشعر اي انسان  ببعض جنون العظمة ويعتقد  انه من خلال سلطة ما او  مال او  نفوذ  قد  تخوله  تلك الامور مجتمعة   انه يستطيع ان  يؤثر على باقي الناس  فيعمد الى ممارسة الظلم والقسوة الى ابعد الحدود  بحق الاخرين  متناسيا ولو لحين  ان فوق قدرة كل ظالم  بحق الاخرين   قوة الحق التي تعيد لكل صاحب ذي  حق حقه مهما طال الزمان  وتعقدت الامور  فلا بد  بالنهاية من عودة الحق الى  اصحابه  ولو بعد حين .

اسمع بعض الناس تقول اننا كشرقيين نختلف قليلا  عن الغربيين على سبيل المثال  في امور عديدة  من هذه الحياة   ،  على صعيد العلاقات الانسانية والعائلية على سبيل المثال   ، وان كان طول الاقامة في بلاد الغرب مثلا  تؤثر  على  شخصية البعض  القادمين من بلاد الشرق   من خلال تغيير بعض العادات والتقاليد التي قد تعتبر  من المقدسات  والامور   التي لا يمكن الاقتراب منها او المساس  فيها مهما كانت الظروف  والمعطيات المحيطة بحالة كل شخص  ما  ، فترى ان تغيير هذه العادات والامور  تصبح  امر عادي  بالنسبة للبعض   وهذا بحد ذاته امر يعود للشخص نفسه  وقدرته على الصمود احيانا  امام  الاغراءات والامور  التي تتراءى له على غير معناها الحقيقي واهدافها  التي قد تكون ابعد ما تكون عن المنطق والحق   الى ابعد الحدود .

الاهم من كل ما تقدم هو قياس انسانية الانسان داخل قلبك وعقلك الانساني ،قبل ان تحكم على الاخرين ، فعلى الفرد منا  معاملة باقي الناس كما يريد لباقي الناس  ان يعاملوه  بعيدا عن  الظلم   والحقد  والتجني  فهل نفعل ؟؟؟

علي ابراهيم طالب

وندسور كندا

للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag@hotmail.com

FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك

االاربعاء   30 كانون الثاني  2013

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
يوسف زكريا
يوسف زكريا
11 years ago

لقد أصبت أيها الإنسان النبيل فالإنسانية لا تكون في سبارة فخمة وقصر شاهق وأموال مكدسة بل تكون في عقل نير مؤمن بالله وقلب محب يحب جميع الناس ويشاركهم في أفراحهم وأتراخهم وفي سعادتهم وشقائهم وضمير حي يميز بين الخير والشر

Anonymous
Anonymous
11 years ago

الانسان بجوهره وليس بمظهره .. استاذ علي المقالات التي تكتبها في قمة الروعة فهي دائماً تسلط الضوء على أمور بات المجتمع يفتقدها ويحتاج الى توعية شديدة ، شكرًا جزيلا على كل شيء تقدمه ، كما اتمنى لك المزيد من النجاح والتقدم انني دوما أتابع مقالاتك وانتظرها فلا تتأخر على محبينك .. دمت بخير

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x