خاطرة الفجر

استيقظ كعادته عند الخامسة فجرا ، الامر الذي اعتاد عليه منذ سنوات غربته الطويلة التي تستمر سنة بعد اخرى . وقف امام شباك غربته وتابع تساقط الثلوج التي لم تتوقف طيلة ليلة البارحة ، ترى كم السنين مرت عليه في تلك البلاد الباردة والبعيدة ؟؟ عادت به الذاكرة الى هناك الى الوطن الذي يسكن داخل قلبه وعقله حتى يشعر احيانا كثيرة ان جسمه في الغربة وعقله وقلبه هناك في الوطن الذي يعني له …الكثير الكثير . الساعة تشير الى الخامسة فجرا ، الهدوء هو سيد الموقف في كل ارجاء المدينة ،الاشجار عارية الاوراق والثلوج في كل مكان ،حتى العصافير التي اعتادت على شرفة المنزل لم تظهر في ذلك الصباح الباكر والقارس في ان معا . اول شيء فعله تحضير قهوة الصباح ، دقائق وكانت فنجان القهوة جاهزا يتصاعد منه البخار ، حمل الفنجان وعاد الى الشباك يتامل السماء في ذلك الفجر الباكر . كم انسان يتألم مرضا وجوعا وشقاء في هذا العالم يوجد يا ترى ؟؟ كم شخص يعاني الفقر المدقع ويتحسر على كسرات قليلة من الخيز في عالمنا المترامي الاطراف هذا ؟؟ يا ترى كم من البشر يعانون الوحدة القاتلة ويمضون ايامهم ولياليهم داخل جدران بيوتهم لا يعرف احد ما الا الله تعالى معاناتهم وما يشعرون به من قسوة والام هذه الحياة ؟؟ كم وكم وكم ؟؟؟ اسئلة تزاحمت في عقله ومخيلته ذلك الصباح الباكر ؟؟؟
يا رب فرج عن كل مكروب وحزين ومريض وطالب حاجة انك سميع مجيب الدعوات .
رب كريم ويعبد .
علي ابراهيم طالب

وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني :visionmag@hotmail.com
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك