بقلم علي إبراهيم طالب

مجلة العربي – فرنسا

عدد 943

31 آذار 1995

كأن وطننا الحبيب لبنان لم تكفه السنوات الطويلة من الحرب والتهجير والدمار، فها هي قضية النفايات السامة تهدد بالكارثة أولئك الذين نجوا من السنوات العجاف. والسؤال البديهي هو: كيف تحول الحبيب لبنان إلى مكب للنفايات السامة التي تلفظها الدول الصناعية الكبرى؟ ومن هو المسؤول عن إدخال هذه المواد إلى لبنان؟

المطلوب وبأسرع وقت ممكن، معرفة أولئك اللصوص والسماسرة الذين باعوا ضميرهم وبلادهم وصحة شعبهم مقابل حفنة من الدولارات، وإنزال أشد العقوبات بهم حتى يكونوا مثلاً لكل من تسول لهم نفوسهم المتاجرة بصحة وأعصاب اللبنانيين.

والمرعب في هذا الموضوع ما كشف النقاب عنه عن حجم هذه النفايات، فقد تبين أن باخرة تشيكية أفرغت في الحوض الخامس من مرفأ بيروت في عام 1987 حمولة 15800 برميل و20 مستوعباً من النفايات الصناعية السامة. ومنذ ذلك الوقت بدأت آثار هذه المواد تظهر هنا وهناك، وفي عام 1994 سجلت عدة حالات خطيرة تمس الرعاة والماشية في عدة مناطق لبنانية.

وعلى الصعيد الإعلامي نشأ سجال عنيف بين النائب سمير عون الذي أصر على اتهام وزير البيئة سميل مقبل بالضلوع في القضية، في حين عمد الوزير إلى القضاء لمقاضاة النائب عون على اتهاماته.

ولا أدري مع أي السميرين سيقف القضاء. لكن الذي أدريه هو أن هذا الشعب قد اكتوى من الآلام والمصائب بما فيه الكفاية، وهو يرفض ن تكون بلاده هدفاً دائماً للصوص ومصاصي الدماء.

وعلى القضاء اللبناني أن يتحرك بسرعة لإظهار كل الحقيقة وتوقيف كل المجرمين. وإلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لا يسعني إلا أن أدعو الباري عز وجل أن يحمي لبنان وشعبه من كل مكروه. إنه سميع مجيب.

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x