بخيل وكادح ونادلة
ابو هيثم بائع خضار يتخذ من زاوية احدى شوارع العاصمة بسطة خضار صغيرة تؤمن له ما يسد رمقه وعائلته الكبيرة العدد .
اكثر ما يتألم له ابو هيثم هو عندما يحضر سالم بيك بسيارته الفارهة ويتوقف امام بسطته المتواضعة تلك ويبدأ ذلك البيك نفسه بمفاصلة ذلك البائع المسكين الذي يتحمل برودة الشتاء وحر الصيف من اجل قوت عياله فيبدأ ذلك البيك بلعبته المفضلة مع البائع هذا ، هذه غالية وتلك سعرها مرتفع وهو يعلم علم اليقين ان ما يربحه البائع ابو هيثم من جراء بيع بضاعته تلك لا يساوي شيء في ميزان الربح والخسارة .
يحمل ابو هيثم اغراض البيك التي اشتراها ويضعها له في سيارته الفخمة وينطلق ذلك البيك الى منزله بعد ان يكون قد أخذ ما أخذ بسعر الكلفة احيانا كثيرة وكان ابو هيثم يشكو امره الى الله تعالى على بخل بعض الناس واستقوائهم على الفقراء من الناس امثاله .
نفس ذلك البيك خرج في تلك الليلة ليسهر مع بعض اصدقائه في احدى النوادي الليلية المعروفة عندما لمح النادلة الصبية الجديدة في ذلك النادي فطلب ان تقوم هي نفسها بخدمة الطاولة التي يجلس عليها هو وبعض اصدقائه وعندما اقتربت من طاولتهم قدم لها مبلغ مئة دولار تقديرا لخدمتها تلك .
الصبية الشابة اعطاها مئة دولار عندما رأى جمالها ، وقبلها بساعتين او أقل كان يفاصل على سعر بعض الخضار والفاكهة لكادح يجلس على قارعة الطريق ويعطيه اقل من حقه بالشيء الكثير .
ما اقسى قلوب بعض البشر .
لله في خلقه شؤون .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
من يستقوي على فقير في دنياه له فقر الآخرة بإذن الله