تحيات إلكترونية

تحيات إلكترونية
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
فتح واصف بريده الإلكتروني وإذا به يُفاجئ برساله بريدية من زميلة  له درسا سوياً في الجامعة وفّرقت بينهما الايام وها هما يلتقيان مجدداً عبر الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) ، رّدد بينه وبين نفسه فعلاً ما أصغر هذا العالم اليوم .
هل فعلاً أصبح العالم بأسره قرية كونية تستطيع وانت تجلس في منزلك امام شاشة الكومبيوتر ان تتحدث مع أصدقائك ومعارفك في مشارق هذه الارض ومغاربها والأمر لا يحتاج الا لكبسة زر واحدة .
دخل واصف الى احدى مواقع التعارف الاجتماعي المشهورة وإذا به يفاجئ أيضاً بأن مئتين وخمسين مليون مشترك من كل أرجاء هذا العالم المترامي الأطراف هم مشتركون بهذا الموقع الاجتماعي !!
لعل كل انسان عنده الكثير من القصص والحكايا قد يواجهها في مسألة الإنترنت وعشرات المواقع الاجتماعية المنتشرة على شبكة الإنترنت وجعلت العالم يبدو أصغر بكثير من حجمه الحقيقي .
في يوميات حياته يواجه واصف عدد كبير من الامور الجديدة عليه كمهاجر جديد الى هذا المجتمع الغربي المفتوح على كل شيء وباسم الحرية يمارس الناس حياتهم الشخصية والعامة كما يريدون دون اي حسيب او رقيب فالمرء هنا حّر التصرف بأمور عديدة ولا يلتفت هنا بحكم الدستور الى اي شخص عبر دينه او جنسه او لون بشرية او رأيه ومعتقده عامة وأي مساس بهذا الامور يعتبر خط احمر في هذا المجتمع الذي يّقدس الى ابعد الحدود كلمتين ( الحرية الشخصية ) او personal  freedoom  .
حصل في هذا العالم المُتّفجر والصاخب ، سأل نفسه ماذا جرى لهذه الدنيا ولماذا تّبدلت الاحوال وتّغيرت نحو الأسوأ دوماً .
نظر الى الساعة انها السادسة والربع صباحاً بدأت خيوط الفجر الأولى ترسم لها لوحة في كبد السماء ، لم يقطع حبل الصمت الا مرور السيارات والشاحنات على الطريق العام المحاذي للمبنى الذي يقطن فيه منذ  سنوات طويلة  .
نظر الى الإشارة الضوئية البعيدة عنه بعض الشيء كان يراقب تبدل ألوانها الخضراء والصفراء والحمراء والسيارات تمتثل لتلك الإشارة الضوئية كتلميذ مطيع .
كانت الساعة تشير الى السابعة والربع عندما أدار مُحرك سيارته ولم يكن يدري اي وجهة يقصد ، قرر ان يذهب الى المُجّمع التجاري الكبير الذي يفتح أبوابه في تلك الساعة المُبّكره ليتيح لهواة المشي داخل باحاته الفسيحة على وقع الموسيقى الخفيفة المنطلقة من اماكن متفرقة من ذلك المكان المزدحم .
سار لحوالي النصف ساعة كان خلالها يّتأمل وجوه المشاة من كل الأعمار وان كانت الغالبية العظمى من الحضور في تلك الساعة المبكرة هم من كبار السن باستثناء صبية جميلة المُحيّا أثارت انتباه الجميع بجمالها الساحر الآخاذ   ، ربما  كان السؤال الذي تشارك  في  طرحه كل الحضور  ماذا الذي دفع بتلك الصبية ان تحضر الى هذل المجمع التجاري  في هذه الساعة المبكرة  ؟؟
غادر المكان وانطلق بسيارته ليتوقف في المكتبة العامة في تلك المدينة حيث يقضي بعض الوقت في قراءة الجريده اليومية المحلية وبعض أمهات الصحف العالمية الأخرى ، عندما يحمل اي كتاب ما يشعر شعور غريب فصدق من قال ان خير جليس في الأنام كتاب ، ما اجمل الكتب واجمل صداقتها فهي صداقة مفيدة وعادلة وأنيسة .
                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الثلثاء    17               أيلول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x