حياة ظالمة ومؤلمة

حياة ظالمة ومؤلمة

 

أذا جلست في أي مكان ما من هذا العالم الواسع والمترامي الأطراف، وأينما يّممت وجهك إلى أي وجهة ما فانك سترى نفس الصفات المتلازمة ولو بأوجه عديدة مختلفة ستجد الظلم والقهر والفقر وان بصور متعددة المزايا في كل  زمان ومكان من هذا العالم.

قرأت مؤخراً تقرير عن المجاعات التي تضرب مناطق مُعينة في هذا العالم ولا سيما في القارة الأفريقية حيث تعاني شعوب وأمم بأسرها من شظف العيش والمجاعات المؤلمة بشكل لا يوصف وبمناظر وصور يقشعر لها الضمير الإنساني الحّي وليس ضمائر أصحاب القرارات على الصعيد الدولي التي أحالت الحياة من ملايين هذه الشعوب إلى موت ودمار وفقر مُدقع بسبب حب الحروب والقتل والتدمير ليس إلا.

يسأل السائل نفسه هل من المعقول أن قارة كبيرة وغنية بكل تلك الثروات الطبيعية وغيرها أن يكون هذا حالها من البؤس والمجاعات والقتل والحروب الداخلية   والتي   اذا  تعّمقنا فيها دراسة وتحليلاً نراها أمور مستوردة من خارج تلك القارة أساسا ولا تخدم إلا مصالح استعمارية قذرة تطال البشر والشجر والحجر مثلما حصل سابقاً ويحصل حالياً في غير منطقة متفجرة من تلك القارة السمراء العملاقة على الصعيد الجغرافي وعلى صعيد السكاني على حّد سواء.

على الصورة المناقضة لتلك الصورة المؤلمة والضبابية نجد صورة البذخ والتبذير الشديد ولا سيما إذا تحدثنا عن منطقة الخليج حيث يشاهد المرء وبأم العين كيف تُلقى كميات كبيرة من الأطعمة في النفايات ( أعلى الله مقامكم) في مهازل الموائد العامرة بما لذ وطاب من أطعمة وشراب وفواكه وخضار فيما يتحسر ملايين آخرين في أمكنة أخرى متفرقة ومختلفة من العالم على كسرة صغيرة من الخبز والشواهد على هذا الأمر أكثر من أن تُعد أو تحصى مع الأسف الشديد.

أصبحنا نعيش في غابة كبيرة تحكمها شريعة واحدة هي (شريعة الغاب) القوي يستقوي على الضعيف والكبير يأكل الصغير في دوامة لا يعرف احد إلا الله تعالى إخطارها وشرورها.

شاءت ظروف كاتب هذه الكلمات  في هذه الغربة أن يدخل إلى احد الكليات الكندية لدراسة (أدارة الفنادق والمطاعم) وحصل على شهادة في هذا الحقل وكان يشاهد بأم العين من خلال دراسته وعمله لا حقاً في هذا المجال الذي يتضمن المطاعم والفنادق كمية التبذير الكبيرة التي تقع فيها مؤسسات ومطاعم وفنادق كبيرة دون الالتفات إلى انه وحتى في هذه البلاد التي تعتبر غنية ومن بلدان العالم الأول حسب تقسيم الغرب للعالم بشكل عام، فان نسبة الفقر والعوز  ارتفعت نسبتها في السنوات العشرين الماضية نتيجة لما شهده العالم من حروب وثورات على كافة الصعد كان هدفها الأوحد الإنسان نفسه.

أنها دعوة صادقة ومخلصة أطلقها من قلب يتألم لعذابات الإنسان عامة في مشارق هذه الأرض ومغاربها ودون أي التفات إلى جنسه وعرقه ودينه ومعتقداته لأن الله تعالى عندما خلق هذا الإنسان أراد له أن يعيش إنسانيته على كافة الأوجه والصعد والى إن يتحقق هذا الأمر لا يستطيع كاتب هذه الكلمات إلا الدعاء إلى الباري عّز و جّل بان يُغيّر أحوال البشر عامة وان يّمن عليهم بالسلام والصحة والعافية انه سميع مجيب الدعوات.

فهل  نرى السلام    والطمأنينة تسود النفوس   في غير مكان  من  عالمنا  المتفجر  والمضطرب  يوما  بعد  الاخر  .

                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                             الاربعاء    الاول  من  أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x