حياة وبشر
حياة وبشر
بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
مجلة الحوادث لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد _ 2729
الجمعة 20 شباط 2009
إستمر تساقط الأمطار الغزيرة طيلة ليلة البارحة على تلك المدينة الكندية فأدى إلى ذوبان التلال المتراكمة التي خّلفتها العاصفة الثلجية الأخيرة في ذلك المسلسل المنوع والمتقلب للطقس في كندا بين يوم وآخر .
غادر وجيه منزله في ذلك الصباح الباكر من احد ايام شهر آذار وبدا كل شيء حوله متشحاً باللون الرمادي الذي أخذ على ما يبدو من لون السماء انعكاساً لكل الألوان الأخرى .
وجيه ذلك يكره اللون الرمادي ويثير في نفسه الكآبة والحزن على الدوام ، بعكس اللون الأخضر الذي يعني عنده الربيع والشمس وبالتالي اللون المميز والمفّضل للحياة بأسرها .
انطلق بسيارته يشق طرقات المدينة المزدحمة لكي يصل الى عمله في الوقت المعتاد وان كانت زحمة السير تبدو طبيعية في هذا الجو الماطر المترافق مع هبوب رياح قوية التي بدت وكأنها ألمايسترو الوحيد الذي ينظم حركة الحياة في ذلك الطقس الكندي العاصف الى ابعد الحدود .
تأمل وجيه ملياً في كل شيء حوله ، فكر بهذه الحياة وأمور وشجون البشر فيها ، أضحت الامور مختلفة كلياً انتصرت نوازع الشر والغدر في نفوس بعض أبناء بني البشر على القيم الانسانية والبشرية الخالدة التي ميّزت هذا الإنسان نفسه دون باقي مخلوقات الله .
عادت به الذاكرة إلى الكم الهائل من الإساءات ونكران الجميل التي تعّرض لها شخصياً من اناس قّدم لهم كل المساعدة والعون ولم ير منهم الا الجحود ونكران الجميل بل حتى الإساءة ايضا ، وهو ما يشير استغرابة واشمئزازه من ذلك البعض .
أكثر الأمور يتألم لها وجيه هي معاناة الإنسان بشكل عام على هذه الكرة الارضية وتراه مرات عديدة يبكي كالأطفال على الظلم الذي يضرب أطنابه في كل مكان .
بدأت حبات المطر تحدث صوتاً قوياً على الزجاج الأمامي لسيارته فيما انهمك للحظات قليلة بمسح الدموع من عينيه في يوم آخر من حياته المتعبة في غربته الطويلة تلك .
تلك الدموع التي كان وجيه يذرفها يوما بعد يوم كما لم يفعل في السابق بالمطلق .
انها الحياة .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الثلثاء 16 تموز 2013
About Post Author
Spread the love
