بقلم علي إبراهيم طالب

صدى المشرق – مونتريال

تشرين الثاني 1، 2011

وصل الى مرحلة غريبة وعجيبة من الحيرة في امره ، عاش اكثر من عقدين متتاليين من السنين في غربة مؤلمة وقاسية الى ابعد الحدود ، وعندما قرر العودة الى وطنه الام ، شعر بالغربة القاسية حتى وهو يعيش داخل الوطن الام حيث الاهل والارض وما بقي من اصدقاء اوفياء حافظوا على معاني الصداقة والاخوة والوفاء .

قضى اكثر من نصف عمره في بلاد الغربة هذه يعاني ما يعانية على صعيد العمل والصحة وفرص الحياة بشكل عام، هو من نوع البشر الذين يرضون بما قسمه لهم الله تعالى ولكن كان يحصل معه الامر المحير والعجيب تقف الحياة له بالمرصاد لا يوفق باي عمل يقدم عليه حتى وصل الى مرحلة شعر فيها ان شيء ما خفي يحصل وان الامور تبدو امامه في غاية التعقيد ولديه على ذلك الامر العشرات من الامثلة والبراهين التى تؤكد صحة ما يقوله على الدوام . تحدث من خلال حياته اليومية العادية معه امور وقصص قد تبدو انها من نسج الخيال او انها من عالم اخر مختلف عما نعيشه في عالمنا الحاضر هذا ، يحتفظ بالامر داخل قرارة نفسه ولا يخبر حتى اقرب الناس اليه ، هذا القرار اتخذه بينه وبين نفسه ان ما يحصل معه ويجري في حياته هو امر يتعلق به فقط وحده فقط على الرغم من الالم والعذاب اللذان يشعر بهما في مسيرة عذاباته والآمه المستمرة منذ ولادته قبل نصف قرن من الزمن وحتى هذه اللحظة الحاضرة من حياته .

مرة فوجيء بشخص ما يقول امامه ( انه يحسده على صبره في الحياة ) !! يا الهي حتى الصبر على الحياة اصبح موضع حسد عند بعض الناس ! هو من الاساس زاهد في هذه الحياة لا يلتفت الى زخارف وبهارج هذه الحياة على انواعها يعيش حياة بسيطة ، عنده اضافة الى هموم الحياة المعروفه هم واحد واساسي يحسب له الف حساب وكل يوم تقريبا بل قل على مدار الساعة هذا الهم هو رضى الله تعالى عنه وعن اعماله وان يشعر دوما براحة الضمير على كل عمل يقدم عليه في مسيرة حياته اليومية .

يعتبر في قرارة نفسه ان هذه الحياة نفسها هي اكبر جامعة ومكان للعلم تكسب منها كيفية التعامل مع الاخرين وتزيدك التجارب نضوجا وادراكا للامور يوما بعد يوم فالخبرة في الحياة هي في كيفية معالجة امورنا اليومية مهما بلغت صعابها بكل هدوء وروية وتأن .

هو دخل الى احدى الكليات وحصل على شهادة علمية ما ولكن تلك الشهادة نفسها لا تعلمه كيف يتعامل مع الاخرين وطريقة مقاربته للامور بشكل عام.

يوما بعد يوم وشهر تلو الاخر وسنة بعد الاخرى وتستمر مسيرة الحياة ومعه فتراه صلبا وصامدا امام الاعاصير وعذابات الحياة يواجه كل تلك الامور بروح انسانية نقية لا تعرف الا الحب والمودة والخير للجميع في حياة تبدو شديدة الصعاب على الدوام .

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x