خاطرة من الغربة

 
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
 
الزمان : الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني 2008 .
المكان : مدينة كندية تُغّطيها الثلوج في كل مكان .
الحدث : إنسان غريب رمته يد الزمان والغربة إلى هذه البقعة الباردة من قارة أميركا الشمالية .
جلس في أحد الإمكنة وضع أمامه ورقة بيضاء وأخذ من جيب معطفه الشتوي السميك قلماً وأراد أن يُعّبر عما يجول داخل نفسه وعقله وقلبه من شؤون وشجون في غربته القاسية تلك والمستمرة منذ ثمانية عشر عاماً والله وحده يعلم متى تنتهي أو يوضع حّد لقسوتها والآمها على كافة الصعد في هذه الحياة .
يبدو أن مشكلة هذا الشخص تتلخص بأنه يسير على الصراط المستقيم أي أنه لا يكذب ولا يقوم باي عمل غير قانوني مهما بلغت الضغوطات والمغريات الكثيرة والواضحة التي تزخر بها هذه البلاد  .
ومن خلال وجوده الطويل في هذه البلاد الباردة شتاء والحارة صيفاً يستمع إلى قصص وحكايا عن أمور تحصل في هذه الجالية او تلك فهذا شريك أخذه الطمع والجشع فيعمد إلى سرقة شريكه الأخر والنصب عليه ، وآخر أختار ان يأخذ قرض من بنك ما ويّدعي أنه فقد المال في القمار وما إلى ذلك ويعمد آخر إلى النصب على شركات التأمين التي تُعنى بالسيارات والبيوت والممتلكات وقصص وأمور اخرى تسمعها تشيب لسماعها الرؤوس  ( فيعد ) المرء  الشريف نفسه في مجتمع مريض نخرته الأمراض والآفات الخبيثة فترى نسبة عالية من الناس تلهث وتركض فقط في سبيل الحصول على المال الوفير ليس مهماً الوسيلة حلال ام حرام والهدف واحد وأكيد الحصول على المال ولا شيء غير المال واعتمدوا لأنفسهم أسلوب الغاية تُبّرر الوسيلة في كل الاحوال .
يجلس هو بينه وبين نفسه يسأل ويتّعجب هل تستأهل هذه الحياة كل هذه الاعمال الشريرة والغير قانونية حتى يهين الإنسان نفسه وأسمه وعائلته من أجل ماذا ؟ ؟
المال وهذا المال قد يذهب ويأتي ويذهب مجدداً مثل هبوب الرياح ؟!
يعتقد جازماً أن أكثر نعمة ينعم بها الله تعالى على عباده هي نعمة القناعة ، بحيث يقنع الإنسان بحّق بما يخصه الله تعالى من أرزاق ونعّم عديدة وهناك مثل مصري طريف يقول : يا ابن آدم لو جريت جري الوحوش ، غير رزقك لا تحوش .
ولكن في حياتنا الحاضرة يوجد بعض الناس الذين يعتقدون في قرارة انفسهم انك اذا سرقت الاخرين ونصبت عليهم وأكلت أتعابهم وحقوقهم فانك تعتبر شاطر وتعرف من اين تؤكل الكتف ، انه منطق غريب وعجيب يخترعه الفاشلون واللصوص ممن امتهنوا سرقة الآخرين لا بل البعض منهم يفاخر انه نجح في الحصول على الاموال الوفيرة ليحصل على المنزل الفاخر والسيارة ( الفارهة ) والأموال الوفيرة ويشترط عليك أمر واحد وبسيط ألا تسأله عن مصادر أمواله !!
مسكين وضعيف بني آدم فلو جلس مع نفسه قليلاً وتّعمق بأمور وخبايا هذه الحياة ، لاختلف الأمر كثيراً فذلك الشخص الذي تراه ظالماً ومتجبراً على بقية الناس اصله نطفة وهو من تراب والى التراب مصيره ولو بعد حين .
دعونا نعود الى الجبار القدرة على كل شيء وما نظره واحده لهذا الكون الا الإثبات على هذا الأمر أنا مستعد أن أتخلى عن أمور عديده وثانوية في هذه الحياة الا إنسانيتي فهي عنوان وجود حب الله تعالى في قلبي والخوف منه بالأمس واليوم والى الأبد .
 
 
 
 
 
 
 
                                                 على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              الثلثاء   22          تشرين الاول                 2013
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x