دعوة لمد يد العون الى كل محتاج في هذه الحياة

اتوجه بهذه الكلمات البسيطة الى كل شخص بداخلنا في غير زمان ومكان من هذا العالم المترامي الاطراف ، لاسأل : هل يفكر المرء منا عندما يكون مع نفسه وجالس في منزله الدافىء في الشتاء القارس والبارد ، والبارد والمنعش في الطقس الحار خارجا ، هل يفكر ذلك الانسان نفسه مع الملايين والملايين من البشر في مشارق هذه الارض ومغاربها واماكن محددة في هذا العالم الواسع ، اولئك البشر العاديين والتي قست عليهم هذه الحياة وتركتهم يعانون شتى انواع الامراض والفقر المدقع على  كافة جوانب هذه الحياة ،فالبعض منهم لا يوجد عندهم اي سقف يحميهم من عذابات الطبيعة والطقس صيفا وشتاء .
هل خطر ببالك ايها الانسان العادي والذي تعيش الحياة العادية السعيدة مع افراد اسرتك مثلا انك عندما تجتمع مع كامل افراد اسرتك حول طاولة الطعام على سبيل المثال فان هناك اطفال عديدون وفي اماكن متفرقة يتحسرون على وجود اي طعام مهما كان بسيطا او متواضعا  ،  كم من البشر  عندهم ذلك الشعور الانساني ؟؟

اذا  التفت المرء في حياتنا هذه الى  وضع  البشر عامة  فأنه لا شك  سيرى العجب  ،  حروب  ، مجاعات    ،  شقاء وتعاسة  ،   فقر مدقع   رهيب    ،  اناس  يعيشون الغنى  الفاحش  ولا يدرون ماذا يفعلوا  بكل تلك الاموال التي   بحوزتهم    ، وعلى المنقلب الاخر  اناس  قست عليهم الحياة   واظهرت لهم  وجهها  السوداوي  والقاسي الى ابعد الحدود   فتركت  في قلوبهم وعقولهم  الشعور   الرهيب بالمرارة  والشقاء  الذي قد لا يحتمله المرء  في  مراحل من حياته  عامة  .

قد يقول قائل ان الله سبحانه وتعالى  تعود له   كافة امور حياتنا  والتحكم  بمصائرنا    وتقسيم الاعمار  والارزاق  وما الى ذلك  وهذا امر  صحيح  مئة بالمئة   ولا اعتراض  عليه  ،  ولكن  قد تجد    نماذج  بشرية معينة    تعاني ما تعانيه  بصمت   غريب  ودون  اي  شكوى   او  اعتراض  بل ترى   ان  عظمة هؤلاء  البشر انفسهم  تكمن  في  عزة النفس  الكبيرة  التي  يتمتعون بها    ويحافظون عليها  حتى الرمق الاخير  من  هذه الحياة  ، مهما  قست  الظروف   وتعددت الاسباب    المختلفة   لذلك الشقاء والبؤس    عامة  .

احد الاشخاص   وعلى هامش  احدى المناسبات الاجتماعية  قال لي  ما حرفيته  :  ((  يا  صديقي  لا  تفكر  بالناس  الاخرين  وخصوصا   من الفقراء   ، لان الله اراد لهم ان يكونوا فقراء   واراد لنا نحن الاغنياء ان نكون في هذا المستوى الاجتماعي  العالي    ،هكذا هي الحياة    لا بد من وجود  هؤلاء الفقراء  في هذه الحياة لكي يقوموا بخدمتنا   وتأمين راحتنا  كأغنياء  ويجب عليهم  الا ينظروا   الى الاعلى  فالامر بسيط    وهو  اسياد  وعبيد    ))  !!!!!!!! .

وقعت الكلمة الاخيرة    التي قالها ذلك الشخص المتعجرف  والاناني    على رأسي  وقوع الصاعقة التي  تضرب   بشدة ودون اي رحمة     ،  وأنتفضت   معترضا  على منطقه    الغريب  والاناني  الى ابعد الدرجات   وشرحت له    ان منطقه  هذا  لا  يقارب الحقيقة والانسانية بشيء    وشعرت عليه  بالشفقة  لجهله  بهذه الحياة    على الرغم من انه  يردد  امام الناس بكل تفاخر وعجرفة  انه يحمل  شهادة  علمية  عليا  من احد اهم  امهات الجامعات  العالمية    على الاطلاق    .

مضى على تلك الحادثة سنوات طويلة   وكلما شاهذت  ذلك الشخص   وجدته  اكثر  غرورا    وعنجهية  مصطنعة اكثر من ذي قبل  ،  وفي  كل مرة يحاول الايحاء انه   انسان  خلقه الله تعالى  كهدية لهذه البشرية جمعاء    مع انه   مبتلي     ومدمن  على  عادات  سيئة   ومضرة  على كافة الصعد  ولكن  شعوره  بانه  مختلف عن بقية الناس  لا تراه   يعرف حقيقة ان الناس  كلهم  سواسية   وان افضل الناس  هم  من  يستفيد  المجتمع  منهم  ويتمتعوا  بارادة انسانية  خلاقة    تهتم  بانسانية الانسان  في كل مكان وزمان  في  عالمنا المترامي الاطراف  دون النظر  الى  لون الانسان  ودينه  وجنسه وما يعتقد  لانها  كلها امور   تتعلق بالانسان نفسه  وحريته الشخصية التي  نصت عليها كل دساتير وقوانين  العالم  قاطبة  .

انا  ادعوا  من هذا المنطلق  كل انسان  قادر في هذه الحياة   على مد يد العون قدر الامكان  ، وكل حسب استطاعته وامكانياته  المتاحة    فالقليل  القليل  يظل  افضل  من الحرمان النهائي  ولو بالقدر اليسير  ، فالذي  قد تراه انت ايها الانسان  قليل  وبسيط قد يكون في  عيون   المحتاجين والفقراء    الكثير والكافي  ولو لسد بعض  الرمق  المنهك  والمتعب الى ابعد الحدود  .

هل  وهل  وهل  ؟؟؟
تساؤلات  جدا  تؤلمني .

على الخير والمحبة  والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء الباري  عز وجل  تمجد اسمه   الكريم  .

علي ابراهيم طالب

وندسور كندا

للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag@hotmail.com

FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك

الثلثاء   12  شباط  2013

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
11 years ago

صاحب القلب الطيب دائما .

Anonymous
Anonymous
7 years ago

جزاكم الله خيرا الجزاء

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x