بقلم علي إبراهيم طالب

مجلة الحوادث – لندن

رسائل إلى المحرر

عدد 1985

الجمعة 18 تشرين ثاني 1994

دخل رجل ذات يوم إلى إحدى القرى اللبنانية النائية والجالسة على كتف أحد جبال لبنان الشامخة ووقف في ساحة البلدة وصرخ بأعلى صوته.

دعوني أرى من هو الرجل ابن الرجال والذي يقدر على قتالي أين هو فليخرج إليّ.

تجمع أهالي هذه القرية جميعهم وقلوبهم وجلة خائفة، وهنا ازداد صياحة عندما رأى كل أهالي القرية مجتمعين وصاح مجدداً أين هو هذا الشخص الذي لم تلده أمه ليقاتلني. ازداد خوف أهالي القرية دون أن يجرؤ أحد منهم على تلبية طلب ذلك الغريب الداعي إلى القتال، وفجأة أخذت الحمية برأس أحد رجال القرية وبرز من بين الحضور قائلاً أنا سأنازلك. إنزل إلى الساحة. وهنا ربما شعر هذا الغريب بالاحراج وقال لهذا الشاب تعال وقف إلى جانبي، ثم صاح بأعلى صوته من هو الرجل ابن الشجعان الذي يقدر على قتالنا نحن الاثنين!

إنها الرجولة الزائفة والادعاء بالشجاعة والفروسية. ربما نواجه هذه الحكاية في كل يوم من أيامنا الحاضرة فكم من الناس المدعين تراهم يتدخلون في كل شاردة وواردة في هذه الحياة.

جميل أن يعرف الانسان نفسه أن يعطي لذاته ما يشعر هو نفسه أنه بحاجة له، فالإنسان المدعي يكون مثار سخرية المجتمع على الدوام.

جميل من المرء أن يتحلى بالصفات والمزايا الحميدة في تعامله مع الآخرين. وأن يكون حريصاً جداً في مسألة مهمة بالتعامل مع المجتمع وخصوصاً مسألة المشاعر والأحاسيس للآخرين. وصدق ميخائيل نعيمة عندما أوجز رأيه في هذا المجال حين قال “من كان لا يبصر غير محاسنه ومساويء غيره فالضرير خير منه”. دعونا نتحلى بالأمور الوسط عملاً بالقول (خير الأمور الوسط)

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x