رحلة تفوق
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
مجلة الحوادث     لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد 2726
الجمعة 20 ك٢ 2009
أكثر من عشرين عاماً بالتمام والكمال مضت على وجود وسيم في تلك العاصمة الغربية ولم تستطيع كل تلك السنين أن تغيّر من شخصيته العامة  ، وذلك الحب اللامتناهي الذي يكنه للوطن الحبيب حيث الأهل والأصدقاء وأرض الوطن وترابه المقدس الغالي .
استطاع وسيم أن يرسم لحياته العامة في هذه البلاد خطاً عاماً ومستقيماً لا يحيد عنه فهو عاهد الله تعالى وأهله في الوطن أن يبقى ما أستطاع ذلك الإنسان الذي يضع مخافة الله تعالى أمامه في كل عمل يقدم عليه وفي ثنايا كل حركة من حركات حياته اليومية .
عرف وسيم أن الحياة فيها مفترق طرق مختلفة وعلى المرء نفسه أختيار الطريق الذي سيسلكه في حياته ، فقرر منذ البدء أن يكون صادقا  ومستقيماً سواء في تعامله مع الغربيين عامة أو مع أبناء جاليته الكبيرة المنتشرة في أرجاء عديدة من تلك المدينة الغربية ، فنجح  في تحقيق هذا الأمر على الرغم من بعض العوائق والمصاعب التي كانت تواجهه بين الفينة  والأخرى وتتعلق بأختلاف أمزجة وعقول البشر بين هذا وذاك  ، وقد يبدو الأمر طبيعياً في أي مجتمع فهذا هو طبع البشر في مشارق الأرض ومغاربها .
تابع وسيم بأجتهاد لافت متابعة تعليمه الجامعي في هذه البلاد وأستطاع الحصول على أعلى الدرجات العلمية ولم يكن الأمر بغريب عنه وهو التلميذ المتفوق بإمتياز .
بدأ رحلة النجاح والتميز وهو في وطنه وتابعها هنا بإرادة قوية جعلت من أساتذة الجامعة التي يدرس فيها يهنئونه على الدوام والثناء والتقدير للمجهود العلمي الخارق الذي يبذله ويجعله انسانا متفوقاً إلى أبعد الحدود وهو ما حصل من تهنئة حتى من عميد الجامعة نفسها التي تضم بين جنباتها الآلاف من الطلاب من شتى أنحاء العالم .
واصل وسيم مسيرة التفوق والنجاح في الجامعة وحصل على أعلى الشهادات مع شهادات التقدير وكان جاهزاً للخروج إلى سوق العمل بإمتياز من جامعته مما جعل اكبر شركات البلد الذي يقطن فيه تطلبه للعمل كمدير لأحد فروعها المنتشرة في طول البلاد وعرضها ، وانتقل وسيم من عالم المحاضرات والدراسة الجامعية إلى الحياة العملية في تلك الشركة التي أعتبر مديرها العام أمامه أنه سعيد جداً لانضمامه إلى فريق عمله الذي سيؤدي إلى مكسب قوي للشركة والكلام لا يزال للمدير نفسه .
في اليوم الأول لحضور وسيم إلى مقر عمله الجديد جالت معه مديرة شؤون الموظفين في الشركة على كل أقسام الشركة وتمنت له التوفيق في عمله ، سارت الأيام والشهور والسنين مع وسيم وهو يحقق النجاح تلو الآخر والإنجازات التي جلبها لتلك الشركة وصلت أصداؤها إلى مقر الشركة المركزي حيث أثنى صاحب ومدير عام الشركة التي تضم آلاف الموظفين ، على مجهود وسيم بل أنه حضر في أحدى المرات وفاجأ الحضور في أحدى حفلات تكريم وسيم التي أقامها فرع الشركة له بحضور المدير العام نفسه وسلمه أعلى جائزة تعطيها الشركة لموظف عندها  .
 فرح وسيم يومها وأعتبر أن ذلك النجاح والإنجاز الباهر له يعود الفضل فيه أولاً إلى الله سبحانه وتعالى ودعوات والديه ورضاهما عليه وهو الذي وضع شعاراً واحداً وأساسيا في حياته  لا يحيد  عنه ابدا   مهما حصل  وجرى  وهو  :
« يا رضى الله ورضى الوالدين » وها هو ينال كل ما يتمناه ولكن هناك شيء وحيد كان يشغل تفكيره وعقله هو الشوق والحنين لرؤية والديه وزيارة بلدته الجنوبية الملاصقة لفلسطين المحتلة حيث شعر بشوق وحنين لتقبيل تلك الارض العطرة والركض في الحقول والكروم ورؤية اصدقاء الطفولة ، كل هذه الأمور لم تستطع السنوات العشرون في الغربة أن تجعله ينسى أو يتناسى كما يفعل البعض   في سياق هذه الغربة  المريرة  والقاسية الى ابعد  الحدود  .
                                            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الخميس   18              تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x